كشفت النيابة الإسرائيلية في المحكمة المركزية في اللد، (الخميس)، عن اعتقال مواطن إسرائيلي، يشتغل عامل نظافة في بيت وزير الدفاع، بيني غانتس، ووجهت له تهمة التخابر والتجسس لصالح إيران.
والمتهم هو المواطن اليهودي عومري غورن (37 عاماً)، من مدينة اللد، الذي يعمل وزوجته منذ عدة سنوات في أعمال نظافة وصيانة في بيت غانتس، بعدما ترك الجيش وأصبح رجل أعمال. واستمر معه عندما أصبح وزيراً للدفاع، مع أنه يملك سجلاً حافلاً بالمخالفات الجنائية؛ فقد اتضح أن غورن أُدين عدة مرات بتهم سطو مسلح وسرقات، وأمضى أربع سنوات في السجن قبل أن يعمل لدى غانتس.
وحسب لائحة الاتهام، توجه غورن بمبادرته إلى الإيرانيين، عبر «هاكرز» من مجموعة «بلاك شادو»، التي نفَّذت في السنوات الأخيرة عدة هجمات «سايبر» لصالح إيران على عدة شركات إسرائيلية. وعرض خدماته لتقديم معلومات عن غانتس. ولكي يثبت أنه قادر على إفادتهم، أرسل صوراً التقطها لأماكن مختلفة في منزل غانتس، بينها صور لحواسيب. وطلب غورن أن ينقل إليه الشخص الذي اتصل به برنامجاً إلكترونياً يسمح له باختراق حاسوب وزير الدفاع الإسرائيلي. وأشارت لائحة الاتهام إلى أن غورن لم يتمكن من نقل معلومات حساسة. وبسبب إجراءات حماية المعلومات في منزل غانتس، لم يتمكن من الوصول إلى مواد حساسة أو تحويل مواد كهذه. وأكدت أن «الشاباك» تدخل فوراً واعتقل غورن قبل أن يتمكن من إرسال شيء جدي.
وحرص «الشاباك» على التأكيد، بعد كشف هذه القضية، أمس، أنه يجري تحقيقات واسعة لغرض ضمان منع تكرار حادثة كهذه في المستقبل، وسيتم خلال التحقيق فحص سبب عدم اتخاذ إجراءات تدقيق في معلومات حول غورن قبل توظيفه.
وقال محامي الدفاع عن غورن، غال وولف، إن موكله فوجئ باتهامه بالتجسس، إذ إنه نقل معلومات سطحية بشكل متعمد لأن غرضه كان اقتصادياً فقط. وأضاف: «موكلي يعيش في وضع مالي واجتماعي صعب، وبحث عن إمكانية للربح السريع ولم يخطط لنقل معلومات سرية تمس بغانتس أو بأمن الدولة».
يُذكر أن غانتس كان هدفاً للتجسس الإيراني منذ سنوات. وعندما أقام حزب «كحول لفان» وخاض الانتخابات مقدماً نفسه مرشحاً لمنافسة بنيامين نتنياهو على رئاسة الحكومة، سرب حزب الليكود معلومات تفيد بأن الإيرانيين تمكنوا من اختراق هاتفه والتجسس عليه، وأن في حوزتهم صور شخصية محرجة لغانتس من الناحية الأخلاقية. وقام الهاكرز من شبكة «بلاك شاو» باقتحام حواسيب شركات إسرائيلية، وطالبوا بدفع فدية مهددين بنشر عشرات ألوف العناوين لمواطنين وجنود إسرائيليين على الملأ. واقتحموا في مطلع الشهر الحالي حواسيب مستشفى في مدينة الخضيرة الإسرائيلية، وعطلوها طيلة أسبوعين. وكانت أجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قد اعتقلت في عام 2018 وزير الطاقة الإسرائيلي الأسبق، غونين سيجف، وحاكمته وأدانته بتهمة التجسس لصالح إيران، بعد تجنيده خلال إقامته في نيجيريا