كشف مسؤول في الخارجية الأميركية عن جهود قادها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ أثمرت عن إطلاق سراح نحو 30 موظفاً يمنياً الشهر الماضي، إلا أنه أكد وجود محتجزين آخرين حتى الآن في قبضة الحوثيين.
وأضاف المسؤول في الخارجية الأميركية الذي رفض كشف هويته، بقوله «تم احتجاز 39 من موظفينا المحليين في صنعاء الشهر الماضي، وقد تم إطلاق سراحهم بجهود دبلوماسية قادها المبعوث الأميركي إلى اليمن في المنطقة، وبدعم شركائنا الدوليين، وما زال عدد من موظفينا محتجزين حتى الآن».
من جانبه، وصف تيم لنيدركينغ المبعوث الأميركي إلى اليمن اقتحام الحوثيين لمقر السفارة الأميركية في صنعاء واحتجاز الموظفين اليمنيين بـ«الأعمال الفظيعة وغير المقبولة على الإطلاق».
وقال في بيان وزعه أمس «أدين بأشد العبارات اعتقال الحوثيين لموظفينا اليمنيين واختراقهم للمجمع في صنعاء الذي كانت تستخدمه سفارتنا، إن مثل هذه الأعمال الفظيعة غير مقبولة على الإطلاق».
كما شدد المبعوث الأميركي إلى اليمن على أن «الولايات المتحدة تلتزم بسلامة موظفيها». مشيراً إلى أنه وفريقه يعملون "عن كثب مع القائمة بالأعمال كاثي ويستلي لضمان الإفراج الآمن عن جميع موظفينا ومغادرة الحوثيين لمجمعنا».
من جهتهما، أدانت كل من بريطانيا وألمانيا عملية الاقتحام الحوثية، ووصفتاها بـ«الشنيعة»، وطالبتا الحوثيين بإخلاء سبيل جميع الموظفين بشكل فوري، وإعادة جميع الممتلكات المصادرة.
وكان مجلس الأمن ندد الخميس الماضي بأشد العبارات باستيلاء جماعة الحوثي المدعومة من إيران على المجمع الذي كان يستخدم كسفارة للولايات المتحدة في صنعاء، واعتقال العشرات من الموظفين المحليين فيه.
وأصدر أعضاء المجلس بياناً دعوا فيه إلى «انسحاب فوري لجميع عناصر الحوثيين من الموقع». كما طالبوا «بالإطلاق الفوري والآمن لأولئك الذين لا يزالون رهن الاعتقال».
كما شددوا على «حظر اقتحام الممتلكات الدبلوماسية وكذلك حرمة مباني البعثة وحصانتها ضد التفتيش أو الاستيلاء أو الحجز أو التنفيذ». ودعوا إلى «احترام وحماية مباني البعثة الدبلوماسية، إلى جانب ممتلكاتها ومحفوظاتها».
في غضون ذلك نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين، إنهم يحاولون بهدوء التفاوض على إطلاق سراح خمسة حراس يمنيين يعملون لدى السفارة بصنعاء بعد أن احتجزهم الحوثيون، "وهي خطوة استفزازية يُنظر إليها على أنها إهانة مقصودة."
كان هؤلاء الأفراد من بين حوالى 36 موظفًا محليًا تم احتجازهم كرهائن الأسبوع الماضي عندما استولى مسلحون من الحوثي على المجمع الدبلوماسي في صنعاء، حيث تم تعليق العمليات الدبلوماسية في عام 2015. وقد تم إطلاق سراح معظمهم بالفعل، لكن لا يزال خمسة منهم محتجزين، وفقًا لأشخاص مطلعين على المفاوضات.
وأدان بلينكين هجوم الحوثيين، ودعا إلى إطلاق سراح الموظفين سالمين وإخلاء المجمع على الفور.
وامتنع متحدث باسم الحوثيين عن التعليق على الاعتقالات أو التحركات الأخيرة للقوات حول الحديدة. وقال نصر الدين عامر نائب وزير الإعلام في حكومة الجماعة غير المعترف بها إن الحوثيين سيواصلون مهاجمة القوات الأجنبية العاملة في اليمن.
ومع وجود الحوثيين على بعد كيلومترات قليلة من مدينة مأرب، قد تكون المعركة دامية. يُعتقد أن أكثر من مليوني مدني نزحوا من أجزاء أخرى من اليمن يعيشون هناك.
وقال المتحدث باسم الحوثيين إنهم يهدفون إلى منع السعوديين من استخدام مأرب كنقطة انطلاق لمهاجمة أجزاء أخرى من البلاد.