احجم العديد من الخريجين والخريجات من الثانوية العامة عن التسجيل في كلية التربية عدن لهذا العام الدراسي الجديد 2021 - 2022م ،وعزا بعضهم اسباب التراجع عن التسجيل في الجامعة عموما وكلية التربية عدن الى الظروف المعيشية الصعبة وعدم قدرة الاهالي على توفير تكاليف الدراسة الجامعية لابنائهم ، رغم المساعي الغريبة التي اقدمت عليها ادارات الكليات للتخفيف من اعباء تكاليف الدراسة والسماح للطلاب بالحضور الى قاعات الدراسة حسب الاستطاعة وعدم التعامل مع الغياب بحسب القانون تسهيلا لبقاء الطلاب والطالبات في مقاعدهم الدراسية والحضور ولو حتى في ايام الاختبارات وترتيب ذلك معهم في ايام محدودة ليتمكن عدد كبير من الحضور وكان طلاب كثر قد تغيبوا او انقطعوا عن الدراسة بسبب غلاء المعيشة وارتفاع اجرة النقل من والى الجامعة .
وعن التسجيل لهذا العام وبحسب القوائم المسجلة للطلاب المقبولين في اقسام الكلية ، لاحظنا ضعف شديد في التسجيل لبعض الاقسام ، بل ان اقسام معينة تم اغلاقها لعدم التسجيل فيها لهذا العام ، وبحسب كشف المقبولين في كلية التربية عدن هذا العام وجدنا فارق كبير وملفت للنظر للمقارنة بين اعداد المتقدمين للتسجيل في هذا العام مع الطاقة الاستيعابية لاقسام الكلية ، فقسم التاريخ لهذا العام سجل طالب واحد فقط والطاقة الاستيعابية للقسم 50 طالب ، بينما قسم اللغة الانجليزية سجل 102 طالب وطالبة كاعلى نسبة تسجيل لهذا العام بزيادة عن الطاقة الاستيعابية للقسم بعدد 2 طلاب فقط
وقسم الرياضيات طاقته الاستيعابية 50 طالب سجل فيه عدد 13 طالبة ، ولم يسجل احد من الطلبة الذكور ؟؟؟!!! ، وقسم معلم مجال الرياضيات في نفس الكلية طاقته الاستيعابية 40 طالب سجلت فيه طالبة واحدة فقط.
بلغت الطاقة الاستيعابية لجميع اقسام كلية التربية عدن عدد 780 مقعد سجل فيها عدد 301 طالب وطالبة بناقص 479 مقعد شاغر بنسبة تسجيل 26% فقط من الطاقة الاستيعابية لجميع الاقسام.. الطالبات المسجلات في اقسام كلية التربية عدن عددهن 206 طالبة بينما الطلاب الذكور 65 فقط مانسبته 68% اناث و32% ذكور .
رؤساء الاقسام اتفقوا على تحديد سقف معين لعدد الطلاب لفتح القسم ووجدوا ان العديد من الاقسام ستغلق الى جانب الاقسام التي اغلقت في العام السابق والذي قبله وان قسم كقسم الرياضيات نسبة التسجيل فيه اقل من 30% مؤشر خطير قد يهدد باغلاقه العام القادم.
بعض المتابعين نسبوا احجام الطلاب عن التسجيل في الكلية لهذه الاعوام الى اسباب أخرى غير الوضع المعيشي المتدهور وعجز الاهالي عن دفع تكاليف الدراسة الجامعية لابنائهم وبناتهم ،منها اعتماد الخريجين على الدورات القصيرة في اقسام اللغات والحاسوب تلبية لاحتياجات العمل مع المنظمات الذي شهد اقبالا كبيرا للشباب من الجنسين ذكورا واناثا بالاضافة الى اقبال الطلاب الذكور على التسجيل في الجيش او الأمن من اجل ضمان راتب يؤمن مستقبلهم ويساعدهم في تكاليف المعيشة الصعبة لاسرهم ، كما ان هناك سببا آخر لاحجام خريجي الثانوية العامة عن التسجيل في الجامعة بشكل عام وهو الاتجاه نحو سوق العمل في المشاريع الخاصة والصغيرة فقد لوحظ في عدن بالذات إقدام العديد من الشباب ومن الجنسين ذكورا واناثا على العمل في مجالات متعددة كالبيع والحرف وصيد السمك وغيرها للذكور واعمال الطبخ والكوافير ونقش الحناء والخياطة والتطريز للبنات ، وهي في مجملها اسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور في البلد والذي عرس قناعات لدى الشباب بضرورة الانتقال الى سوق العمل وترك الدراسة الجامعية ،
ان اتجاه المؤشر العام لمستوى الاقبال على الدراسة الجامعية والتأهيل الاكاديمي ينحذر منذ اعوام امام مرأى ومسمع الخبراء والباحثين ، وان التنافس الشديد والازدحام على التعليم الاكاديمي البديل وهو في الجامعات الخاصة يدق ناقوس الخطر حديث لوحظ ان البعض من الميسورين يتجهون للدراسة بالنفقة الخاصة والجامعات الخاصة ودفع التكاليف والرسوم رغبة منهم مسبقة بضمان الحصول على الشهادة الجامعية بغض النظر عن مستوى التحصيل العلمي لهم كطلاب ، وهذا يحتسب من مخرجات التعليم في البلد في ظل الاعداد المتواضعة من الطلاب في الجامعات الحكومية والتي بدأ مؤشر الاقبال عليها ينخفض ، فياترى لو استمر هذا التدهور في التعليم الاكاديمي الحكومي لخمس سنوات قادمة فكم سيبلغ عدد الخريجين من كليات جامعة عدن ، وهل ستبقى كلية التربية عدن مفتوحة ابوابها لاستقبال الطلاب والطالبات ورفد المدارس والثانويات بالمعلمين والمعلمات في كل التخصصات الادبية والعلمية.