تمكن صحفي صيني شجاع من كشف 18 مركز احتجاز لمسلمي الأيغور في عدة مدن صينية في إقليم شنيجيانغ، لم يكن أحد يعلم بوجودها قبل الآن.
استخدم الصحفي، الذي أطلق على نفسه اسم غوان غوان، كاميرا مخبأة في حقيبة ظهره تمكن بواسطتها من تصوير مبان ومعسكرات اعتقال تابعة للحزب الشيوعي الحاكم في الصين.
وكان غوان، وهو اسم مستعار، قد زار المنطقة قبل عامين وسمع عن القمع الذي يتعرض له الأيغور من خلال زجهم في معسكرات الاحتجاز سيئة الصيت وحظر تعليم لغتهم في المدارس واستخدامهم للسخرة.
قرر الصحفي الناشط، المقيم في تايوان، العودة لتوثيق ما يجري على الأرض بعد أن اكتشف أن السلطات الصينية منعت الصحفيين الأجانب من إجراء التحقيقات.
زار غوان ثماني مدن واكتشف 18 معسكرا خلال رحلته شديدة الخطورة، بما في ذلك مركز احتجاز ضخم يبلغ طوله حوالي 900 متر، كتبت عليه شعارات تعسفية ومنها "الإصلاح من خلال العمل".
ووفقا لغوان كانت معسكرات احتجاز عديدة من دون علامات مميزة أو صور على خرائط غوغل.
تمكن غوان، بعد التظاهر بأنه سائح، من تصوير الأسلاك الشائكة وأبراج الحراسة ونقاط التفتيش التابعة للشرطة وثكنات الجيش والمركبات العسكرية واللافتات المكتوبة على الجدران والممرات داخل المعسكرات.
ونشر غوان اللقطات غير المسبوقة، التي صورها وتتحدى أكاذيب الصين، في مقطع فيديو مدته 19 دقيقة نُشر قبل أيام على يوتيوب.
وأشار غوان، في مقطع الفيديو، إلى أن فكرة الذهاب لشينجيانغ جاءت بعد مشاهدته تقارير منشورة على موقع "بزفيد" الإخباري الذي استخدم صور أقمار صناعية لتحديد 268 مجمعا للاعتقال في المقاطعة الصينية تم بناؤها منذ عام 2017.
وأضاف أن الصور الوحيدة التي نشرها الموقع كانت صورا لأقمار صناعية ولم تظهر المباني على حقيقتها.
أثناء تجواله في أحد أحياء مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ، لاحظ وجود عشرات من كاميرات المراقبة المخبأة فوق الأشجار على الرصيف ومراكز اعتقال، محاطة بأسوار معدنية وأسلاك شائكة.
في أحد المقاطع التي صورها، يظهر غوان وهو مرتبك وممدد على بطنه فوق قمة تلة مطلة على مركز احتجاز ضخم محاط بسور إسمنتي.
يعترف غوان بأنه شعر "بالذعر" لأنه كان يعلم أن اكتشاف أمره سيقوده في النهاية إلى معسكرات الاعتقال التي يصورها، ذاتها.
وتقدر وزارة الخارجية الأميركية أن ما يصل إلى مليوني شخص من الإيغور وأقليات عرقية أخرى محتجزين في معسكرات اعتقال في شينجيانغ منذ عام 2017. وتقول الصين إن المعسكرات مهنية، وتهدف إلى مكافحة الإرهاب والانفصالية، وقد نفت مرارا وتكرارا الاتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في شينجيانغ.
وحتى خارج المعسكرات، يعيش الإيغور تحت المراقبة المستمرة، وغالبا ما يكونون غير قادرين على الاتصال بأقاربهم خارج شينجيانغ.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولي جمهورية الصين الشعبية المسؤولين عن انتهاك حقوق الإيغور وغيرهم.
وحظرت الحكومة الأميركية أيضا السلع التي صنعت بالسُخرة في شينجيانغ من دخول الولايات المتحدة في محاولة لردع هذه الممارسة