بهما تحددت بوصلة المعركة، ولولاهما لسقطت آخر سمات المعركة الوطنية ولخمدت دونهما بندقية الخلاص فوحدهما _ وقد سقط الجميع الى الفخ، في سنوات الصراط الجهنمي، فخ الطموحات السوداء وفخ التفرقة،هما فقط، طارق والعرادة _ تجاوزا ذلك الحد والدقيق، الصراط السماوي، بخطاب وفعل جمهوريين، تناغمت معه طلق البنادق ورددته صيحات الرجال من جبل راس الى البلق،من الساحل الغربي والى الجبل الشرقي، وبجدية عظيمة
وحدهما بقية الشمال العبثي، كل الذين عجنتهم هذه السنوات فشلوا، وهما الأعمدة الوحيدة المتبقية في دنيا الجبال، السند الأخير المغروس بمقتبل الحقيقة، والأصدق ولن أقول أكثر من ذلك والأجدر بوصل المعاني،ومد الصلات، وإصلاح ما خربته سنوات بل وعقود الطوابير الفاشلة، ولذلك وجدنا الساحل بكاريزماه الجبار ووجدناها مأرب بعنفوانها السبئي، وجدناهما معا في ذاكرة الناس، يجمعون حولهما، ومعهما فقط.
في مرحلة بلا منطق، هامت عقول الناس، وضاعوا وهم يبحثون عن جذر ثابت لا تهزه رياح الأيام، ولا تنال منه عاتيات الدهر، ولا تغرر به الألوان والبهارج وكلما تشبثوا بقائد وبفرع أو بشيء وعولوا عليه سقط بيدهم وعادوا يجرون ندامة ألف كسعي، وكسعي .
مرحلة من الشتات، وهل أفزع من شتات ملحمي، أن يتشتت الناس في وسط معركة، ويختلف الناس من أعماق الحرب فهذه هي الكارثة، لا كارثة أشد من أن تختلف صفوفك وتتقاتل الرجال الذين تقاتل بهم فيما أنت تنازل خصمك على توافه من بقايا الخصومات القديمة، وهذ ما حدث ولم ينته ربما الى هذه اللحظة، كأن يتذكر الرجل والحرب على قدم وساق وبندقية ولغم أن له ديناً أو شتيمة وطفق يسترده ويردها وسط النار والبارود، ينسى عدوه، ويجالد كتفه الآخر، تخيلوا !
ولولا طارق صالح لتخربشت دنيا النضال بالنقطة الأخفض من الوطن، حيث تتواجه وجها لوجه مكامن الخلافات، ولولا سلطان العرادة لتخربشت دنيا المقاومة ولسقطت قلعتنا الأخيرة، سقطة مدوية، وبسقوط الساحل ومأرب، على الشمال أن يأخذ عصاه وأن يرحل، أو يعود لتقبيل ركب الكهوف ..
رؤيتهما توافقت، يوتدان بوجودهما البلاد، كرجال ميادين، بزة وزي شعبي، جند وقبيلة ومعهما وفيهما يتعالى الجنوب ويشمخ،فقط
الجنوبي الشجاع، المقاتل الأسطوري،عملاق الانتصارات، لم ينصفه أحد، إلاهما، معهما فقط تعالت واحدية المصير، وهذه أولى النجاحات التي تحققت، من المخاء الى المجمع، حيث وجدنا القيمة المثلى للغاية، رجالات لا نسبة لهما ولا نسب الا تحقيق الخلاص،عليهما فقط طارق والعرادة اعادة الشمال الى نصابه،هما بقية الحلم الكبير، وهما الإجماع الشمالي والإجماع الوطني، من العمق وعمق الحرب ووسط هذه التباينات يجمعون معهما الناس
خلاصتهما السمو، أكبر من الحزب، وأعلى وأسمى من تباينات مرحلة مضت،هذه هي دقة الرجلين، لم يكافح طارق بهوى حزبه ولم يجالد العرادة بأمنيات حزبه، فلا المؤتمر يستطيع أن يفتح مسارات تخصه لطارق ولا الاصلاح نجح في جر العرادة خلف أحلامه، والدليل يا من لا تفهم، شاهد ساحل وجبل .
الإجماع هو كل شيء،معكما كل الناس،والله
للجميع : يجب أن ننتصر،ونلتقي في صنعاء.