كتب المحلل السياسي اليمني المعروف يحيى العابد مقالا عبر حائط صفحته الرسمية بمناسبة ذكرى تسليم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة الى خلفه عبدربه منصور هادي
وقال السياسي العابد في منشوره:
في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٢ سلم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح سلمياً ورسمياً علم الجمهورية ومقاليد السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي بحسب المبادرة الخليجية في احتفالية ديمقراطية رسخ فيها مبادئ التداول السلمي للسلطة في حضور دبلوماسي وسياسي كبير شاركت فيه قيادات الاحزاب السياسية وسفراء الدول المعتمدة في اليمن ومبعوثين عن الاتحاد الاوروبي وامريكا والامم المتحده بحضور اول مبعوث اممي (جمال بنعمر) وفي نقل حي ومباشر عبر قنوات محليه ودوليه.
صالح سلم دار الرئاسة والسلطة بتفاصيلها ومسؤلياتها عام ٢٠١٢ بحضور شهود ومشرفين محليين ودولين وعاد الى منزله مبتسماً راضياً بما انجزه في حقن دماء شعبه وترسيخ الديمقراطية التي اسسها ورعاها بتنوعها من حرية الرأي حتى تداول السلطة بعيداً عن المؤامرات والانقلابات، وهذا ما ارهق خصومه الذي انتصر عليهم رئيساً ومواطناً من عامة الشعب الامر الذي اثار غيضهم واتجهوا الى ممارسات وتهديدات تمزقت امام شعبية الرجل وجعلته يستعيد نشاطه لمواصلة عمله السياسي في اطار حزبه المؤتمر الشعبي العام.
المبادرة الخليجية المرجعية الرئيسيه لانهاء الازمة في البلاد وضحت فترة رئاسية لمدة عامين ثم تجرى بعد ذلك انتخابات محلية ونيابية ورئاسية ، وتضمنت عدد من البنود الهامه التي يفترض انها انهت الازمه فعلياً ولكن اطراف سياسيه واقليميه ودوليه ارادت لليمن غير ذلك .
اعتقد هادي ان الانتخابات الصورية التي اوصلته الى كرسي الرئاسه هي نفسها ما تجعله رئيساً لحزب المؤتمر غير مدرك الفرق بين انتخابات الدولة وانتخابات الحزب ، وغير مدرك انه استلم السلطه ولم يرث صالح في حكمه وحزبه ومحبة الناس وهو المدخل الذي استغله الفبرايريون لتهييج هادي ومضاعفة خصامه له واظهر نفسه كجاحد للجميل وناكر لمعروف رجل حوله من لاجئ شريد الى رئيس دوله.
عمد الفبرايريون الى اتهام صالح المواطن رئيس الحزب بجرم ادخال الحوثيين الى صنعاء التي وصلوها بعد عامين من تسليمه للسلطه عبر ( استفتاء ) سميت انتخابات لمرشح واحد حشد صالح كل امكانياته لدعمه وتأييده ، وعمدوا الى ترسيخ هذه الفكره وتسطيح اي رأي واقعي يعارضها رغم الفارق الزمني بين رئاسته ودخول الحوثه ( عامين ) مبررين ذلك ان صالح لم يسلم غير العلم وان السلطات كانت ماتزال في يده في مسخ للحقيقه التى رعتها الامم المتحده وهيئة رقابة الانتخابات الدوليه وسفراء امريكا والاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي (رعاة المبادرة) وماعقبها من افعال وقرارات ( دنبوعيه) اقالت فيها كل من عمل مع الرئيس صالح من مناصبهم ومواقعهم العسكريه والمدنيه وتقبل صالح وكل طاقمه للقرارات.
لست هنا بصدد شرح الحقائق او توضيح الموضح بقدر ما احرص على توضيح حقيقة صالح الرجل اليمني العصامي الذي خلع بزته العسكرية واتجه الى الوحدة و بناء الدولة المدنية خطوة خطوه من ديمقراطية وتعدديه سياسيه واعلاميه الى تمكين المرأة وحرية المعتقد والمساوه وتنوع الفرص والحكم المحلي ونافذتي التشريع البرلمان والشورى في مشهد يمني خالص ثار عليه من يدعون المدنيه والديمقراطيه وهم عنها بعيدون .
صالح صفحة غير قابلة للطي ، ويسكن جينات اجيال تتوارث خلود الاسم والصنائع والافعال وان وجدتم اليوم صبي يتحدث عن الحمدي الذي رحل منذ٤٠ عام فستجدون بعد ١٠٠ عام ومايزيد اجيال تتحدث عن صالح كحديثها عن شمر يهرعش وعمرو بن معد كرب لان الذاكره تختزل العظماء وتنبذ الغثاء...