مع تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في عدد من المدن الأوكرانية وخصوصاً في ماريوبول وخاركيف وعلى أطراف كييف، تزايدت وتيرة الاتصالات الدولية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحمله على تخفيف حدة المعارك وإفساح المجال أمام المفاوضات.
وأجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتركي رجب طيب إردوغان محادثات هاتفية معه أمس، كرر خلالها بوتين التأكيد على الشروط التي طرحها سابقا لوضع حد للعمليات العسكرية، مع إضافة بند جديد يطالب أوكرانيا بوقف القتال فورا، فيما بدا أنه مطلب بإعلان استسلامها واستعدادها للتفاوض على آليات لتنفيذ الشروط الروسية.
وقال بوتين إن على المفاوضين الأوكرانيين أن ينطلقوا من «التغيرات التي جرت على الأرض وأن يوقفوا عمليات المماطلة»، مؤكدا استعداد بلاده لـ«الحوار مع أوكرانيا في حال تم التطبيق غير المشروط للمطالب الروسية المعروفة».
بدورها، أفادت مصادر الإليزيه أمس، بأن بوتين أبلغ ماكرون أنه «سيتوصل إلى تحقيق أهدافه» في أوكرانيا «سواء عبر المفاوضات أو عبر الحرب».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، أن بلاده والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أعطوا الضوء الأخضر لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا. وقال بلينكن متحدثا من مولدوفا: «ننظر بجدية الآن في مسألة الطائرات التي قد تزود بولندا أوكرانيا بها، لا يمكنني التحدث عن جدول زمني، ولكن يمكنني القول إننا ننظر إليه بنشاط كبير جداً». ورأى بلينكن أن الحرب قد «تستمر لبعض الوقت» لكن الرئيس بوتين «محكوم عليه بالهزيمة» في أوكرانيا.
في غضون ذلك، سرعت بلدان غربية أمس تحركها لإجلاء رعاياها من روسيا، وخصوصاً على خلفية إعلان كبريات شركات الطيران في روسيا توقف كل رحلاتها الخارجية إلى أجل غير مسمى. ويأتي ذلك بعد قرارات متبادلة بين روسيا والغرب بحظر حركة الطيران المدني وإغلاق الأجواء.
ووجهت السفارة الفرنسية في موسكو أمس نداء يدعو المواطنين الفرنسيين إلى الامتناع عن السفر إلى روسيا والموجودين حاليا على الأراضي الروسية إلى مغادرتها فورا. وحذت بلدان أوروبية أخرى، حذو الفرنسيين، بعدما كانت الولايات المتحدة وكندا وبلدان أخرى اتخذت خطوة مماثلة في وقت سابق.