سامي الراشدي يكتب:لا تخدعوها تحت إسم اليوم العالمي للمرأة 

الأخبار I منوعات

 

 

المرأة كائن خلقه الله تعالى ليكون ملاذا للرجل ومسكناً هادئاً لمشاعره واحاسيسه ومتنفساً لمكنونات فؤاده وهي ملهمة افكاره ومصنع حبه وهي بحكم خلقها مخلوق عاطفي يميل للعواطف والكلمات الجميلة الرومانسية الراقية التي تلمس شغاف القلب و لديها اهتمامات تتناسب مع طبيعتها ولهذا فإن التعامل معها يحتاج إلى مهارة وفن وذوق واحترافية عالية وقد شبهها النبي الكريم بالقارورة لرقتها وشفافيتها وأمرنا أن نرفق بها فقال (رفقا بالقوارير) فهي شفافة ورقيقة وأنيقة وجميلة وكتلة من المشاعر والاحاسيس

 

 ابدع الله في خلقها واهداها لسكان الارض مكرمة منه وفضلا وفي حالة كسرها فإنه يستحيل التئامها كما كانت وبنفس شكلها السابق وكسرها يحصل باهانتها وظلمها وضربها وجرحها واهمالها وعدم الاهتمام بها والتطاول عليها وطلاقها عنوة وظلماً لها ، لذلك يجب التعامل معها بأدب واحترام واجلال وتقدير باللطف تارة وبالآهتمام تارة اخرى وبجميل الكلام تارة وبعبارات المدح والاعجاب تارة اخرى

 

 فهي تعشق عبارات المدح وتطلبها بكثرة وهي افعال لاتحتاج الى جهد كبير او تعليم او تدريب او تكلفة مادية او معنوية بل هي تحتاج للتلقائيه والاسلوب وفن التعامل اكثر منها للتكلف وهي قدمت الكثير والكثير افلا تستحق لطيف المعاملة وحسن الرفقة جزاء لما تقدمه لمجتمعها من اعمال جليلة

 

 حتى لو احضرت لها وردة بدون سابق ميعاد تجدها تفرح بها فرحاً عظيماً لاحدود له ، لذلك هي لاتحتاج الى يوم كي تكرم فيه او مناسبة لكي نتذكر لها فضلها او نعترف لها بجميلها فهي معززة مكرمة ولها مكانتها التي حفظها الله والرسول والدين والشريعة وشدد عليها فهي متفضلة علينا دائماً وابداً 

 

وهي حسنة الدنيا ووقاية من النار ومفتاح خير للبشر فهي الاساس في المجتمع وهي الركن العظيم وهي الشمعة المنيرة في كل منزل فهي صمام الامان في البيت والعائلة والمجتمع فهي المربية وهي الحاضنة وهي المجمعة لشمل الاسرة 

 

وهي الكل في الكل لكل بيت واسرة وهي قلب المجتمع النابض ولايكرمها الا كريم ولايهينها الا لئيم فهي معززة مكرمة ابد الدهرسواء اخترعوا يوماً او شهراً او سنة لها تبقي هي فاكهة الحياة وسيمفونيتها وعطرها وعبيرها الجميل ولاطعم للحياة بدونها 

 

فهي هبة الله لاهل الارض وهديته لهم وهي زهرة الحياة وحسنتها واذا اردتها نضرة ذات رائحة زكية متفتحة يانعة فعليك بالاعتناء وبها ورعايتها حق الرعاية كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية 

وليس لمناسبة معينة وفي وقت معين فالزرع يحتاج الى الرعاية كي يكون المحصول ممتازاً والوردة تحتاج العناية الفائقة كي تنشر احلى عبق واجمل رائحة

 ومن زرع حصد وعلى قدر العطاء تكون النتيحة والزهرة كل ما ابدعت في عنايتها ابدعت في منحك عطرها وعبقها ورائحتها الزكية والاجر على قدر المشقة وهي لاتحتاج الى تكريم في وقت معين ولا في يوم او ساعة او شهر بل في كل الاوقات وفي كل مكان وزمان

 

 ولسنا بحاجة ليوم او ساعة او عام لنكرمها فيه فهي تستحق وواجب علينا اكرامها وتكريمها في كل وقت وحين ليس فضلا ولامنة بل حق وواجب واقل واجب نقدمه جزاء لها لما تقدمه لمجتمعها واسرتها وامتها فلها منا اجمل تحية وتقدير