على وقع التصعيد غير المسبوق بين بلاده والغرب بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لم تعد لديها أي أوهام متعلقة بالاعتماد على الغرب.
كما أعلن في تصريحات صحافية اليوم الجمعة، أن موسكو لم تعد ترى في الغرب شريكاً موثوقاً، مضيفا أن بلاده لم تغلق الباب أمام الدول الغربية، لكن الأخيرة هي من فعلت ذلك، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
إلى ذلك، شدد على أن روسيا لن تقبل أبدا برؤية العالم تهيمن عليه الولايات المتحدة التي تريد أن تتصرف باعتبارها شرطيا عالميا.
"معتادون على العقوبات"
أما في ما يتعلق بالعقوبات الغربية التي فرضت على بلاده، فاعتبر أنها معتادة منذ عام 2014 على هذا النهج. وأضاف أن تلك العقوبات تهدف إلى عزل روسيا وردعها، لكنها ستجعلها أقوى، وفق تعبيره.
كما قال "سنعيد ترتيب اقتصادنا للتعامل مع العقوبات".
إلى ذلك، أشار إلى أن العملية العسكرية التي أطلقت في الأراضي الأوكرانية تهدف إلى إزالة أي تهديد للأمن الروسي قد ينطلق من الجارة الغربية، متهما الولايات المتحدة ودول الناتو عامة بإشعال الأزمة الروسية الأوكرانية. واتهم الساسة الأوكرانيين بمحاولة طرد الروس من أوكرانيا.
وكان لافروف اتهم مرات عدة في السابق الغرب الداعم لكييف بعدم الإنصات لمخاوف بلاده الأمنية.
توسع الناتو
يشار إلى أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، كررت موسكو أكثر من مرة أنها لن تقبل بأي تهديد على حدودها الغربية، متمسكة بشرعية مطالبها الكامنة في جعل الجارة الغربية بلدا محايدا، بما يطمئن المخاوف الروسية.
كما طالبت أكثر من مرة أيضا بوقف المساعي الأوكرانية للانضمام إلى حلف الناتو، أو توسع الأخير في الدول الأوروبية الشرقية، ما يمثل خطاً أحمر بالنسبة لموسكو.
إلا أن الغرب رفض تلك المطالب، مشددا على حرية أي دولة بالانضمام إلى تحالفات دولية.
لكن النزاع الروسي الأوكراني يعود أيضا إلى أبعد من ذلك، فعام 2014 ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، ما أشعل توترا بين الطرفين، وجر عقوبات بالآلاف على الروس، شملت العديد من القطاعات