في مشاورات الرياض تواجد الجميع، الشمال والجنوب، طارق صالح وعيدروس الزبيدي، وتواجدت الأطر الشرعية، البرلمان والشورى، ووحده هادي مع محسن ووزارة معين غابوا عن المشاورات، هل هذا تجاوز لمرحلتهم ..؟.
الشرعية الوطنية هي البرلمان والشورى،هي الرجال في الجبهات وهي قادة الرجال، الذين تواجدوا ويمثلون صلب المصير الوطني،ميدان المعركة والسياسة، وهنا نلمس أن هناك نية لإصلاح الشرعية ولا يمكن للتحالف أن يفرض ويفترض عملية تلك الاصلاحات، بل اليمنيين أنفسهم، هم وحدهم، من يمكنهم فعل ذلك.
الوحيد الذي تعامل كرجل دولة العميد طارق، يجتمع في الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي، وسط الرياض، على طاولة كبيرة، قبيل بدء المشاورات، ويذكزني بالزعيم صالح الذي كان جريحاً في السعودية بعد إصابته بتفجير النهدين، وقضى عيده مع الجالية اليمنية، وأجتمع بهم بكل جروحه فحدثهم وحدثونه، وجدية العميد طارق في الذهاب للرياض واجتماعه بكتلته البرلمانية تذكرني بصالح، يتعامل مع نفسه وكأنه الكل،هو الكل.
صورة واحدة، صورة فقط، أبهجتني،صورة ظهور الجميع بصف واحد،هذا الصف المرعب الذي يخافه الكهنوت،صورة طارق والزبيدي، والبركاني، والعطاس، والمخلافي، هذه صورة فقط، فيما الصورة الكاملة تجمع الكل على صعيد واحد وبهدف واحد فيا ترى ما هو هذا الهدف؟ ما هو هذا المصير الذي ننتظره.. ؟
شيء ما تغير، هذه المرة، تأملوا بمجريات المشاورات، هذا هو الصف العروبي واليمني الذي يستحق به الثقة، حسب المشاورات، ما سواه لا يهم أحد، ونحن أمام إحتمالين، هما الأول والثاني،
الأول : لملمة الصف الوطني للعمل تحت شرعية هادي ووزارة معين.
الثاني : لملمة الصف الوطني لتجاوز شخصية هادي وحكومة معين ؟
أيهما الأقرب للعمل به حسب رأيكم به؟.
لا أعتقد أن كل هؤلاء حضروا للعمل تحت سيطرة هادي، ونجله جلال، هادي الذي فشل في كل شيء، هؤلاء الذين قدموا من الميدان من بين رجال الجبهات، فإذا كانت المرحلة مرحلة سلام لا يمكن أن يؤتمن السلام تحت نظر هادي وزبانيته، فمن يفشل في الحرب يفشل في السلام، والحفاظ على مكاسب السلام أصعب من الحفاظ على مكاسب الحرب، ومن فشل في الحرب يفشل بالسلام .
ومن جهة أخرى، زاوية مختلفة، اذا كانت المرحلة تستدعي إعادة شرعنة المعركة ضد المليشيات، فلا يمكن القتال بشرعية فاشلة.
لا أحد، من اولئك الناس، قادة وبرلمانيون، وشورويون، وقبائل. ونخب، وكل أطر البلاد، وهوياتها، لا أحد من الكبار والصغار، من أكبر قائد الى أصغر كاتب، يتذكر هادي، ويسأل عن مصيره، وأين هو، وما دوره، فلا أحد يتذكره، ومن ينسى نفسه الناس ينسونه، ومن يفشل في أن يكون مركز الشيء، وقد جعلوه الناس المركز، بالطبع لا يمكن له أن يخطر ببال أحد، إنه شيء زائد عن الحاجة، مجرد شوكة، حجر عثرة، جيفة ميت يصيب المرحلة بالصداع، ولا أحد يهتم لأمره.
اذا كانت المرحلة مرحلة سلام عادل مع الكهنوت، نحن بحاجة لطرف قوي من عمق الشمال الأعلى لمناجزة الكهنوت وسلبه قواعده، بهدوء، من وسط صنعاء، ويحضى بإجماع كبير، وبالطبع تعرفون من هذا الرجل، الجميع يعرفونه، ويحظى بإجماع كبير، فبرأيكم من هو ، من يمكنه فعل ذلك ؟
والحرب ايضاً، من الأقدر على إدارة معركة؟
أنتهت سنوات التسيب، والتساهل، فالخليج بفوهة إيران، ويجب إعطاب مدفع المليشيات ولن تقامر السعودية بمصيرها وهي المملكة العريضة الثرية القادرة من أجل بقاء شخص عاجز عن الحركة، وعن التفكير، والإنجاز .