tyle="text-align: justify;">
قبل نهاية العام الماضي نشر احد الاصدقاء في مجموعة بالوتس اب مقطع منقول من احد الفضائيات الدولية عن كساد عظيم يتوقع ان يبدأ في الولايات المتحدة الأمريكية وينتشر أثره لكل العالم.
أثناء مشاهدتي لاحظت انهم ينهلون من مقال للعالم الكبير الدكتور طلال ابو غزاله نشرة في صحيفة الدستور الاردنيه في عام 2017 . وقد كان ظاهرا ما كانوا عليه من ذهول وكأنهم يسمعون الموضوع لأول مره وهو مايعني ان مثل هذا التوقع لم يكن متداولا بكثرة في أمريكا ولا بغيرها وقد اشفقت على المتحدث وهو يحاول إقناع المشاهد الأمريكي بتوقع شيء كبير ومن جهه غير مألوفه لديهم ، فهذا السبق العلمي لم يكن لمركز ابحاث أمريكي ولا أوروبي ولا حتى لعالم من اي جامعة أو مؤسسة أوروبية ، بل صادر من شخص ينتمي لدولة عربيه من دوله العالم الثالث .
ولهذا فقد تعب وهو يسوق المبررات لاقناع المشاهد الأمريكي حيث ركز على اقناعهم باهلية وإمكانيات وخبرات الدكتور طلال ابو غزاله حتى لايترك مجال للشك لدى من لا يثقون بأي انتاج فكري مفيد وله مصداقية من قبل اي مؤسسة فما بالك بفرد من العالم الثالث .
ولهذا فقد بذل الكثير من الجهد والوقت بالحديث عن شخص الدكتور ابو غزاله وخبراته وقدراته لكي يضمن أخذهم الموضوع بجديه .
وبدوري لم يكن غريبا علي أن يتوصل الدكتور إلى مثل هذه التوقعات لثقتي التي ليس لها حدود بما يتمتع به الدكتور طلال ابو غزاله ومؤسسته الكبيره الرصينه وكثير من علماء الامة والعالم الثالث من علم وخبره تمكنه من القيام باكبر من هكذا انجاز .
ما اذهلني انه لم يدعي شيء لنفسه بل اكد غير مره انه لم يأتي بشئ من عنده . فقط عمل على جمع شتات من توقعات لمراكز أبحاث أمريكيه وتصريحات لمسؤلين أمريكان واوروبيين لم يأبه لهآ احد عندهم وجمعها هو وحللها واستنبط منها ماعجز أن يستنبطه اي منهم .
ومع انتشار هذه المقابله وخاصه بعد مقابلة له في قناة RT الروسيه اخذت الفضائيات العربيه تتسابق على الحصول على مقابلات مع الدكتور طلال ، تعيد وتزيد وهي عاده اصيله لدينا نحن العرب لا نثق بانفسنا ولابقدرات علمائنا الا بمن اعترف به الاجنبي . ومع ذلك فقد قدرت للفضائيات ذلك مستخضرا مقولة " أن تأتي متأخرا خيرا من انلا تأتي أبدا " .
بعد الفضائيات التي ابلت بلاء" حسنا وأعطت الموضوع حقه توقعت أن يأخذ الزمام الكتاب والصحفيين والعلماء ومراكز البحوث والجامعات العربية للاشاده بهذا الإنجاز المثمر والمشرف لشخص عربي . ليس من أجله فهو غني عن مثل هذا بقدراته وثقته بنفسه ، ولكن لهدف أسمى وهو رفع معنويات القدرات البشرية العربيه وتحفيزهم للاقتداء به وخوض غمار المنافسه الشريفه في مجال البحث العلمي والذي هو حق اصيل للعرب والمسلمين قبل غيرهم يشهد لهم به التاريخ المنصف .
بدلا من ذلك تعالت اصوات معارضه بعضها للأسف لم تقف عند النقد البناء بإيجابية والرأي الآخر الذي يحلل ويبدي وجهات نظر بديله او مغايره اويعدل وو.....الخ ولكنها للأسف اخذت بعضها منحى غير موفق بلغ حد كيل الاتهامات لشخص الدكتور طلال بالعماله والمؤامره وو...الى غير ذلك من أمثالها التي تحدث بين المسؤلين العرب لاغراض واهواء وتصفية حسابات سياسيه مشبوهه .
كل هذه الضوضاء والتشويه يحدث لهامة كالدكتور طلال ابو غزاله رغم أن الكل يشهد له بالعلم والمقدره والنجاح في كل أعماله ورغم انه لم يدعي لنفسه بجديد بل اكد غير مره انه لم يعمل اكثر من نقل وتجميع ما توصلت اليه مراكز ابحاث ومسئولين بحكومات امريكيه وغربيه ولم يضيف لها من عنده وليس لديه اي مصادر خاصه غير تلك المنشوره للعامه . فما بالكم لو انه قد توصل إلى نظريه جديده او اختراع مميز
بكل ود ومحبه ادعو كل معارضيه إلى مراجعة انفسهم ليكونوا طلائع للخير والنماء والارتقاء ، وانلا نسمح لانفسنا الاماره بالسؤ ان تشدنا إلى الخلف .
فالغرب لم ينهض الاعندما ارتقت اخلاقهم ، وفتحت مجالات الابداع عندهم في ظل ثقافة راقيه تهيئ العقل وتفتح امامه إفاق الابداع والاختراع والمشاركه البنائة في عملية النهضة . فانتظم الناس كل بحسب إمكاناته بين مبدع ملهم ومشجع وداعم صلب يحثه ويساعده على التحليق عاليا وبهذا نهضة بلدانهم وحققت التفوق . ويحضرني في هذا المقام مقولة للامام المرحوم محمد الغزالي حين قال : " ان امتنا غنية بأولى الالباب ، ولكنني لم أعرف أمة تضع السدود امام عقلائها كالامة الإسلامية. الرأي فيها لمن يملك الكلام لا لمن يبصر الحق ، والغلبة لمن يملك العصا لا لمن يسوق الدليل ، والسفهاء يطاردون العباقرة حتى يخلو منهم الطريق " . واخرى للعالم الجليل المرحوم البرفسور أحمد زويل العربي الحائز على جائزة نوبل للعلوم حيث قال " الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء ، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل