في فبراير الماضي، هدم الحوثيون جامع النهرين في مدينة صنعاء القديمة، بحجة تعديل وضع المحراب، دون إدراك لتداعيات الأمر على وضع المدينة التاريخية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وحينها، بعثت مندوبية اليمن لدى اليونسكو برسالة للمنظمة الدولية توضح ما جرى، وردت اليونسكو بطلب المزيد من الاستفسارات عن وضع الجامع الذي سُوّي بالأرض.
وقبل أيام تلقيت رسالة من مديرة مركز التراث العالمي باليونسكو السيدة مشتيلد روسلر تحذر فيها من إعادة إعمار الجامع بشكل مخالف لمعايير اليونسكو في حماية التراث الثقافي العالمي، ما قد يؤثر على القيمة العالمية الاستثنائية للمدينة، وعلى مكانتها ضمن قائمة التراث العالمي.
مدينة صنعاء القديمة وضعت على قائمة التراث العالمي بجهود مخلصة داخل اليمن وخارجه، ولا ينبغي الإقدام على أي عمل يؤثر على وضع المدينة.
هدم الجامع كان خطأً جسيماً، ولكن خطط إعادة إعماره ستكون خطأً فادحاً ما لم تتطابق مع معايير اليونسكو في هذا الخصوص.
وكما أن مسؤولية هدم الجامع تقع على الحوثيين، فإن عليهم تقع مسؤولية الالتزام بالمعايير الدولية ذات الصلة في إعادة الإعمار.
وبعيداً عن التجاذبات السياسية، يجب أن نحرص على عدم تأثر صنعاء كموقع ثقافي عالمي بأية عمليات أو استحداثات مخالفة. هدم الجامع يؤثر، إعادة البناء بشكل مخالف للمعايير يؤثر، الاستحداثات الاسمنتية أو أي بناء باستعمال مواد حديثة يؤثر، تماماً كما تؤثر الحروب والصراعات على أوضاع مراكز التراث العالمي.
لا تلحقوا الضرر بصنعاء…