أصبح الحديث عن حل سياسي في اليمن مثيراً للسخرية مع إعلان زعيم الحوثيين أنه حسم خياراته بمواصلة القتال.
الحوثي سيستمر في القتال، ولن يرضخ للحل السياسي إلا بمواجهة خياراته المحسومة بخيارات مثلها.
تذكرون كيف كان الحوثي يستجدي الحل السياسي في الحديدة؟
تعرفون لماذا؟
لأنه أحس السكين قريبة من حلقه.
وأصبح الحديث عن ضغوط دبلوماسية على الحوثي مضيعة للوقت.
البعض يتجاهل أن الحوثي جزء من مشروع إيراني يسعى للسيطرة على المنطقة، وأن الوسائل الدبلوماسية لا تجدي معه، لأنه يرى نفسه الأحق بالسلطة، ويرى أن شرعية الحاكم تكمن "في الخروج بالسيف"، ولهذا لن يتخلى عن القتال ولا عن السيف بالوسائل الدبلوماسية.
أغلب الذين يتحدثون عن الحل السياسي من الفاعلين الدوليين يدركون استحالته، وربما أرادوا كسب الوقت لتكريس واقع تظل البلاد فيه عرضة للاقتتال والتشرذم، وهي صيغة مريحة لهؤلاء الفاعلين الذين يفضلون صيغة يبقى فيها الحوثي لابتزاز جوار اليمن، ولبعض المقايضات مع إيران.