نبرأ الى الله من العمل الاجرامي المهين الذي تعرض له الشاب عبدالملك السنباني و هو عائد من امريكا في طريقة الى اهله عندما اغتيل بدم بارد على ايدي نقطة عسكرية في مفرق الفرشة مديرية طور الباحة منطقة الصبيحة هذه النقطة وغيرها من النقاط المنتشرة في طرقات مديريتي طورالباحة والمضاربة وراس العارة والتي يفترض انها تحمي أرواح الناس و تسهر على تأمين الخط للمقيمين و العابرين ، وهو العمل الذي استنكره كل صاحب ضمير في بلادنا من اقصاها الى اقصاها و اهتزت له قلوب شعبنا اليمني في كل مكان .
وفي البدء يجب التأكيد ان ما حدث خارج عن اعراف و قيم و اخلاق الصبيحة في زمان و مكان وهو مناف للشرف و الرجولة والنخوة العربية التي تأبى قتل الاسير او نهبه او التعرض له بالإذلال مستقوية بقوة السلاح بينما الضحية اعزل من السلاح و مسافر تملؤه الفرحة بعودته من غربته الى وطنه و اهله و اصدقائه .
فإذا افترضنا ان الدولة غائبة و اصبحت المليشيات امرا واقعا فإننا نتساءل اين كانت الرجولة و الشهامة حين تم التعرض لهذا الشاب وغيره من الذين سبقوه في القتل والسلب والنهب ، واين كانت اخلاق القبيلة و قيمها المعروفة ، واين كان الوازع الديني و الخوف من الله ، لماذا يغيب كل ذلك و يتصدر مشهد حياتنا اليوم البلاطجة و الخارجين عن القانون و المتسوقين بالسلاح و بفلان او علتان .
لماذا نسيئ الى شييمنا واعرافنا القبلية العظيمة وهم ابناء الصبيحة الابطال الذين كانوا في مقدمة المناضلين الوطنين ، و في مقدمة الصفوف ضد الاستعمار بل هم اول من تصدى لبريطانيا و قصفت مناطقهم بالطيران و لم يفرطوا بالسيادة و الوطن لحظة واحدة .
وكانوا اول من دافع عن ثورة سبتمبر و صنعاء و الجمهورية الوليدة و استشهد رجالات الصبيحة في كل مواقع الشرف في الشمال .
وكانوا لثورة اكتوبر منبع الرجال الذي لا ينبض و لولا العمق الجغرافي الصبيحي لعدن و ابناء الصبيحة الفدائيين و المنخرطين في كل الجبهات في التنظيمات الوطنية قومية و تحرير و تنظيم شعبي و سواها لما انتصرت ثورة اكتوبر واصبح ابن الصبيحة البار قحطان الشعبي اول رئيس لدولة الجنوب في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ م .
و في كل المنعطفات الاخرى التي شهدتها بلادنا كان الصبيحي اول الملبين لنداء الوطن و الدفاع عنه بما في ذلك الحرب الاخيرة .
لا يجوز ان يلطخ هذا التاريخ الناصع ثلة من قطاع الطرق اياً كان انتماؤهم لان هذه الحوادث قد تكررت من قبل و نخشى ان تستمر اذا مرت حادثة اغتيال عبدالملك السنباني المأسوف على شبابه دون عقاب رادع للجناة و يعيد لا رض الصبيحة السكينة و الامن وان تكون طرقهم و قراهم و مدنهم و ارضهم عنوانا لحماية المار و النازح و العابر و المستجير .
وعلى جميع قبل الصبيحة و مشايخها الكرام و الشخصيات القبلية و الاجتماعية و العسكرية و الاكاديميين ان يقفوا وقفة رجل واحد في وجه العابثين بأرواح الناس و المستهترين بالنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وان يكونوا اول من يعاقب هؤلاء الجناة و امثالهم ممن ارتكبوا جرائم بالحق العام او بحياة البشر . وهذه مسئوليتنا جميعا في طور الباحة او المضاربة و راس العارة وكرش ولنا في رجال ردفان مناضليها وشيوخها وشبابها قدوة حسنة يجب الاقتداء بهم عندما هبو الهبة الوطنية الشجاعة ضد قطاع الطرق في العام ٢٠١٣ و٢٠١٤ واعادوا الطريق الحبيلين ردفان امنها وامانها لجميع العابرين من ربوع وطننا الحبيب. واليوم وحتى تعود لهذه الارض الطيبة عراقتها المعروفة و حتى نضع حد نهائيا لجرائم القتل و التقطع و التهريب و الاتجار بالبشر من القلة التي تشوه اسم الصبيحة و تاريخها . وان نكون عونا للسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة في الاخ المحافظ و السلطات في المديريات فالدولة لن تحضر بالأمنيات وانما بسعينا اليها جميعا .
لا نريد لهذه القضية ان تسيس و تأخذ ابعادا توسع الشقاق و تبعث الفتنة بين ابناء شعبنا العظيم و انما نريد ان نكون صوتا واحدا للاقتصاص من قتلة عبدالملك السياني وغيره ممن سبقوه في قضايا مماثلة تمت في السنوات الماضية لم تصبح قضايا رأي عام فحسب و لكنها دماء شبابنا و ابنائنا التي لا تسقط بالتقادم .لترفع النقاط الغير قانونية من كل الطرقات في مديريات منطقة الصبيحة بل وفي كل مديريات محافظة لحج وطرقات عدن وابين الذي شكلت اعباء جسيمة على كاهل المواطنين وفي كل مناحي حياتهم ،،.
نترحم على الشهيد عبدالملك السنباني و نعظم الاجر لا سرته واهله و محبيه و عزاؤنا لهم صادقا و حارا ، وانا لله وانا اليه راجعون .
ولا نامت اعين الجبناء