حار عقلي وتفكيري وسألت نفسي مراتٍ ومرات كيف تتهيأ الظروف وتتناسق الأحداث وتتجمع كلها في النهاية لصالح صالح . هل هو دهاء هل هو ذكاء ؟"غير معقول"
ما يحدث اكبر من أن يخطط له عقل بشر فالذكاء له قدر والسياسة لها حدود إنه قضاءُ الله وحكمته وقدرته ومشيئته وهذا هو التفسير المنطقي والمرضي للنفس.
نوايا هذا الرجل سليمة ومابينه وبين ربه لا نعلمه ولاندركه هناك إحساس قوي وعجيب يخالجني عن الرئيس صالح وشعور طيب تجاهه .
كلما تذكرتُ مشهد صالح وهو يرفع المصحف أمام العلماء قائلاً ( نحكم شرع الله وكتابه ) يقشعر بدني وأشعر بحسرة كبيرة وألم على هذا الرجل وبأننا ظلمناه ظلم تهتز له السموات مهما يكن المشهد متصنعاً كما وصفه المرجفون إلا أنه حقيقة وقعت من صالح توحي عن إيمان وثقة كانت لدى الرجل بأنه وبمجرد رفعه للمصحف وطلبه تحكيم شرع الله سينصاع العلماء لحجم الموقف وعظمته وسيتفاعل اليمنيين معهم .
والله اقولها وبمرارة وإحساس عميق أن هذا الرجل مظلوم مظلوم مظلوم وتنكرنا له ومازالت له في رقابنا بيعة وقتها وسيحاججنا بها امام الله يوم القيامة .
فمهما كانت هفواته فترة حكمه فإنها لا تساوي حجم الظلم الذي لحق به في مكانته وسنه انظروا لجهلنا وسوء نوايانا وقبح فعالنا .
الحاكم يرفع كتاب الله والمحكومين يرفعون الأحذية في الساحات والشوارع؛ الحاكم يقول تعالوا نتصالح خلاص يكفي .
والمحكومين يهددونه سيدخلون الى غرفة نومه ليهتكوا عرضه ؛الحاكم يقول دعوني اعيش في ارضي وأموت فيها .
والمحكومين يقولون له ارحل برع ؛الحاكم يدخل آمن الى المسجد يصلي والمحكومين يفجرون عليه المسجد ليغتالوه.
شيء لايصدق وظلم لايطاق وخروج عن المألوف وعن الأعراف وعن القيم هذه فواحش والله !! الا تريدون من الله ان يعاقبنا ويسحقنا بعد هذا الظلم !!
والله ان الحرب والدمار الواقع فينا ماهي الا انتقامٌ من الله لصالح وعقوبة دخلت كل بيت ولم يسلم من تداعيات الفتنة والحرب أحد وذاقها الصغير والكبير.
والله لو لم يكن لصالح حسنة إلا الأمن والأمان فترة حكمه لشفع له هذا عند الله .
والله انني اكتب هذه السطور وانا أتألم وأكاد ابكي أسفاً على صالح وعلى حالنا اردنا له زوال الحكم ولم ينزعه الله منه وبقى له الحكم والجاه.