ابتدع كهنة الإمامة كثيراً من الأكاذيب وروجوا لها على أساس أنها حقائق تاريخية عن حقبة آل حميد الدين.
ومثلما اشتغلت آلتهم الدعائية على "سُرّاق بيض الدجاج"، لتجعل منهم "أئمة"، اخترعوا قصة أن اليمن كان يصدر القمح لروسيا أيام الإمام يحيى حميد الدين.
هذه الفرية تحتاج ماء كثيراً لنبلعها!
المهم، بعض كلام كهنة السلاليين كان ينبغي المرور عليه دون الحاجة لدحضه، لأنه يشبه محبتهم لثورة 26 سبتمبر التي حاربوها حتى النفس الأخير لإمامة آل حميد الدين، في شمال البلاد، وما زالوا يحاربونها إلى اليوم ، ولكن لكي لا ينطلي الأمر على بعض الذين لا يقرؤون، نضطر أحياناً لمسايرة "أعلام الهدى"، لكشف دجلهم.
دعونا نعود لحكاية تصدير القمح لروسيا، و"نغنغة" شعوب الخليج والجزيرة العربية من "قمح آل حميد الدين"، الذي لم يكن اليمنيون يرونه إلا مختلطاً بالسوس لكثرة ما خزنه الكاهن الكبير.
دعونا من أكاذيبهم، واقرؤوا ما قاله رائد العلوم الزراعية في الوطن العربي الخبير السوري أحمد وصفي زكريا، الذي وصل إلى اليمن مستشاراً زراعياً للإمام يحيى عام 1937، وقد ذكر في كتابه "رحلتي إلى اليمن" في صفحة 126 أن اليمن في زمن بيت حميد الدين كان يعتمد على استيراد القمح الهندي، وأن البلاد من حيث الإنتاج الزراعي في زمن حكم الأئمة لا تقاس بمصر ولا بالعراق ولا بالشام الأرض الجبلية المشابهة لليمن.
وكان القمح المستورد في كثير من الأحيان "يتسوس" لطول مدة تخزينه، وكانت القبائل أحياناً تهاجم مدافن يحيى حميد الدين للحصول على القمح النادر، وكانت المجاعة تضرب البلاد، ومات الآلاف جوعاً في تاريخ لا يزال شهوده أحياء، فيما يزوّر "سدنة المعبد" أن الكاهن الأكبر كان يتصدق على قيصر الروس بقمحه المستورد الذي يقتات عليه السوس.
ولكن ما حاجتنا لدحض أكاذيب الكهنة، مادام أمامنا اليوم نسخة جديدة من إمامة آل حميد الدين، تتمثل في "ولاية آل بدر الدين"!
المهم...
لا تنسوا...
كلموا عبدالملك الحوثي لو عنده "شوية" قمح يسعف فلاديمير بوتين.
مسكين...ميت جوع...