يحكي لي قيادي سابق في الدولة التي كانت قائمة قبل العام 1990 في جنوب اليمن انهم وفي السبعينات ابتعثوا لجنة حكومية لرفع تقارير عن حاجة قرية ريفية لإقامة سد يقيمهم شر السيول.
وصلت اللجنة إلى القرية حيث جهز الأهالي لهم منزلا بطرف القرية وفروا فيه ماتيسر من الأطعمة الخاصة بهم .
فرحت القرية بقدوم اللجنة واستبشروا خيرا لنهاية معاناتهم.
وكان أعضاء اللجنة عائدون لتوهم من روسيا وعشقهم الكبير "الشراب" ،حمّلوا السيارة عشرة كراتين بيرة وانطلقوا في مهمتهم.
وبدلا من ان يقوم أعضاء اللجنة بالبدء بكتابة التقرير انشغلوا صباحا بالضيافة لدى أهالي القرية وكانوا في المساء يؤوون إلى المنزل برفقة كرتون من البيرة لتبدأ السهرة ،النكات، والرقص والاحاديث الودية وقبل نقاش قضية مشروع أهالي القرية ومع اشتداد السكرة تتحول السهرة إلى مراكضة بالأرجل وعراك يتدخل الأهالي لفضه وتنتهي الليلة دون ان يفهم الأهالي سبباً معلوما للمراكضة التي حدثت.
-ياجماعة استهدوا بالله محتاجين التقرير علشان السد.
ياجماعة صلوا عالنبي انجزوا التقرير بعدين اشربوا براحتكم.
ولاحقا يتم الاتفاق على سهرة جديدة لحل الإشكال القائم ومناقشة القضايا وفي نهايته تحدث مراكضة جديدة .
وهكذا مرت الأيام المحددة الخاصة باللجنة ..نهاية السهرة مراكضة لتغادر إلى عدن دون ان تنجز شيء حقيقي على الأرض.
وبعد أشهر وبينما الأهالي في انتظار تقرير اللجنة النهائي جاء السيل وشل قريتهم بكل مافيها.
ذكرتني هذه الحكاية الطريفة بواقع عدن وحالها اليوم .
الناس منتظرة من الخبرة دولة وهم يتراكضون.
لادولة
ولانظام
ولاقانون
ولامرتبات
ولا اقتصاد
والدولار ب 1500 ريال والناس تصطف طوابير أمام مخابز الروتي على امل الحصول على ماتيسر والجماعة إحتفالات راقصة وعادهم يتراكضون .
يقرح الطبل في المعلا يرد عليه المزمار في المنصورة..
وليست القصة هنا ..
عاده نهاية السهرة مراكضة .
لأربع أيام لم اصدق نفسي ان هؤلاء يناقشون واقعة تقديم إعلامي لحفل..
أقسم إنني خجلت ان اكتب حرف واحد عما حدث.!
حاولت ان أتجاهل كل الضجيج المزعج المخجل النتن.
كانوا يكشفون عوراتهم بأيديهم ويسلطون الضوء على تخلفهم وعنصريتهم وحقدهم ضد الناس .
تخيل انه والناس تموت جوعا وهؤلاء يقيمون الاحتفالات الصاخبة التي تكلف خزينة الدولة ملايين الريالات ثم يغرقون في نقاش عبثي حول جينات وأصول مقدم الحفل..
وبعد يوم او اثنين يحركون الأطقم والمدرعات لإعتقال الشاعر أسامة المحوري بتهمة جلب مذيع لتقديم حفل..
تخيل انك تقف أمام المحقق وتهمتك المدونة على سجل التحقيق ..
جلب مذيع مبدع لتقديم حفل.
هذه ليست نكتة وليست قصة من قصص الخيال العلمي..
هذا هو المشروع المجنون وهذه هي ملامحه ..
حفل ورقص وعراك ومراجمة ..
أخر السمرة مراكضة.
مايحدث في عدن جاوز حدود العقل والمنطق!
الله المستعان
فتحي بن لزرق
30 نوفمبر 2021