منذ توليه منصب رئيس الوزراء أتابع تحركات الرجل بترقب، أعني الدكتور معين عبدالملك، الرجل التوافقي بحسه المرهف في بلد استفحلت فيه الانقسامات، تتصلب وتتجذر، لتصبح شقوق وفراغات عميقة وعصبويات نزقة، مع هذه التراكمات يجد معين نفسه وحيدا بسياسته المرهفة مقابل حساسية القطيع.
مع صعود معين عبدالملك إلى رئاسة الوزراء زاول مهامه ومسؤولياته بحنكة ونفس طويل منتصرا في كل جولاته على تقولات وهجمات نافذي الفساد وقطعانهم، قطيع يعيش خلف شاشات الهواتف ويعتاش منها ولو على حساب اليمن برمته.
عملا بالمثل الشعبي القائل" لو
يدك تحت الحجر اسحبه بصر" هكذا تعامل معين مع الأخطاء التي وجدها تعصف بجسد الحكومة، بينها ملف الفساد وموضوع الاقتصاد الذي يحركه بتروي وتمهل وبقرارات قوية والتي سرعان ما تثير حساسية القطيع نحوها فيبدأون بمهاجمته.
ونحن نتحدث عن القطيع لا نقصد جماعة او حزب بعينه، وانما نافذين يعرف غالبيتهم الجميع، نافذين حولوا مؤسسات الشرعية إلى اقطاعيات ووكالات خاصة لتغدو في مجملها كومة صراعات وتجاذبات وصفقات فساد يحتاج معها اي رئيس وزراء إلى أعوام لفك عقدها خصوصا عندما تكون سلطات النافذ أكبر سلطة منك هنا حتى عصا موسى لن يكون مجديا، وبالإشارة إلى " عصا موسى" لعلكم تتذكرون حديث رئيس الوزراء في أول تصريح له بعد تعيينه!!!
معين بحاجة اليوم إلى قوة مؤسسية لاجراء اصلاحات إدارية واسعة وبقدر كبير من الشجاعة بما يكفي لتنفيذ رؤيته فيما يتعلق بالاصلاحات الاقتصادية، خصوصا مع ما يتحلى به من توافق وإجماع لدى مختلف القوى الحقيقية الموجودة على الأرض.