زرت الكويت نهاية العام المنصرم وهي الزيارة الاولى لي اليها ثم زرتها مرة اخرى في الشهر المنصرم ، قابلت فيها بعض مسئوليها الكبار امثال رئيس مجلس الأمة معالي المهندس مرزوق الغانم وكذلك قابلت معالي وزير الخارجية الدكتور الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح ، كما قابلت مواطنين كثر ، ووجدت عند الصغار والكبار حباً لليمن وشعورا بالإنتماء اليها نسباً وثقافة وتراثاً ، التقينا بوزير الخارجية ومعي اعضاء ممثلين عن جميع الدول العربية تحدثت معه عن اليمن وشكرته عن موقف الكويت المبدئي من القضية اليمنية وانها مازالت تحتاج لمواقفهم المشهودة ، واستمع معاليه من مختلف الاعضاء العرب ، وعندما انهى الجميع حديثهم ، استعرض الوزير علاقات الكويت بهذه الدول في عجالة وترك الحديث عن اليمن الى الاخير فاعتقدت انه قد نسى ما طرحته عليه واذا به يفرد لليمن معظم الوقت ويتحدث عنها بشموخ وعزة وان اليمن تمثل لهم عبق التاريخ وروح التراث الكويتي وانه لا تكاد توجد بيت كويتي لا يوجد فيها ريحة ونفس للفن اليمني وتراثه ، واكد ان القضية اليمنية حاضرة في سياستهم وان موقفهم ثابت لا يتزعزع مع اليمن واستقلاله وعودة شرعيته ومؤسساته وفقاً المرجعيات الثلاث ووعد بأنه سيزور عدن في قرب وقت ، حتى ان احد الاخوة من الكويتيين الذين حضروا هذا اللقاء قال لي مازحا سيحسدك بقية اعضاء الوفود العربية.. كما التقيت ببعض ابناء الحالية اليمنية المقيمين في الكويت وكلهم يمتدحون المعاملة لهم من قبل الكويتيين.
وللحقيقة جاءت زيارة فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد بطعم ومذاق عاليين ، فقد كنا نتمى قيام أي مسئول كبير زيارة الكويت لثقتنا بعمق الود والمواقف الثابتة للكويت تجاه اليمن وشعب اليمن ، فجاءت الزيارة من اعلى هرم الدولة ، وكان ذلك الاستقبال الرسمي عالي المستوى بحفاوة وتقدير كبيرين وحققت الزيارة نجاحات كبرى نثق انها ستنعكس على واقع الحياة في المجتمع اليمني وعلى كل المستويات وبدأ التنفيذ الفوري لهذه الاجراءات دون تسويف كعادة الكويت عبر تاريخا المديد مع اليمن ، وعينت مبعوثاً خاصاً لادارة المشاريع التي ستقوم بها.
وللانصاف والحقيقة اليمني المعاصر فتح عينيه ووجد امامه المستشفى الذي يتعالج فيه مستشفى الكويت والمدارس التي يدرس بها ابناؤه كثير منعا بنتها الكويت ، واول جامعة في اليمن بنتها الكويت ومشاريع طرق ومياه وغيرها من خيرات الكويت ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فشكرا كويت الخير والعطاء أميراً وحكومة وشعباً.
الكويت منا ونحن منها ، سلام على الكويت بعطائها اللا محدود ، وقبل ذلك سلام على الروح الكويتية التي تحمل الحب والمودة والاخاء لليمن واليمنيين ولم يغير هذا الحب هفوات بعضنا ، فالكويت كبيرة بقيمها كبيرة بأصالتها كبيرة بتسامحها كبيرة بإنتمائها لعروبتها ولنا خاصة نحن اليمانيون.
فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي جولتك الحالية لدول الخليج وبعض الدول العربية تثلج الصدور وتعيد الأمل لعودة وطننا ومؤسساته وخاصة ان الانطلاقة الاولى لزيارتك كانت من العاصمة المؤقتة عدن ، والعودة الى عدن ، فعلى بركة الله وسدد الله خطاكم ووحد كلمة اليمن بقيادتكم.
وكل املنا ان يتوحد الجميع تحت راية الوطن بقيادتكم فخامة الرئيس مستشعرين قول الشاعر/
تأبى العصي اذا اجتمعن تكسراً**
واذا افترقن تكسرت آحاداً.