إهداء: الى روح المحسن الكبير / عبدالجبار الحروي، رحمه الله.
د.عبدالقادر مغلس
توطئة:
( تأسيسًا على تضحيات المناضل / جازم الحروي، وانطلاقا من سخاء المحسن الكبير / عبدالجبار الحروي، و استلهاما من تخطيط و توجيه الاستاذ / رياض الحروي، سيكون للزمن وقفة مع رجل أعمال المستقبل النشيط / مهند الحروي. )
تاريخ متجدد:
التاريخ يتجدد في اليمن، ولن ينتهي، رغم الحرب و الحصار، طالما ثمة رجال مخلصون أوفياء لجهود آبائهم و محبون لتراث و مجد و تاريخ أجدادهم. ففي اليمن توجد بيوت تجارية عريقة، بعضها اندثر و البعض الآخر ما يزال حاضرا، كما الحال في عالم المال والاعمال على مستوى العالم، عرفناها في مشاهد و شواهد أعمالها الخيرية بين الناس، نقدية و عينية، و قرأنا عنها في بطون الكتب، و صفحات المذكرات الشخصية.
غبار النسيان:
و يداهمني الحزن كثيرا كلما خطر على بالي اسم بيت عريق، تجاري او اعتباري اجتماعي، فأجد غبار النسيان قد هال على كثير من تلك الاسر النبيلة، بسبب تجاهل الخلف للارث العريق، الذي صنعه السلف من الاباء والاجداد.
توازن اقتصادي و اجتماعي:
لعبت الاسر التجارية التقليدية العريقة، و ليست الطفيلية الجديدة، دورا كبيرا في التوازن الاجتماعي والاقتصادي، أثناء الحرب و الحصار. واضرب مثلا بأسرة آل سعيد أنعم، رحمه الله، ودورها البارز في حماية المواطن من جشع و تغول حيتان السوق، رغم المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها والاسقاطات المبتذلة التي تتعرض لها من وقت لآخر، و آل احمد سيف الشرجبي، رحمه الله، و دورها في الاصلاح الاجتماعي، رغم العوائق التي افتعلتها مراكز القوى الجديدة التي أفرزتها مرحلة الحرب و الحصار.
تاجر عريق:
أعرف تاجرا عريقا في الحديدة من حضرموت، شماخ، كان يكتب عمودا شهريا في مجلة الاسرة والتنمية الصادرة عن صحيفة Yemen Times ، التي كنتُ أكتبَ فيها و عملت لها مستشارا للتحرير ، يتحدث بلسان التاجر الاصيل، يطرح رؤى لانتشال الشباب من واقع البؤس و دائرة الاحباط, كانت كتاباته برامج عمل لتأهيل الشباب لسوق العمل.
عزيز قوم ذل:
في العام 2017 بعد ايقاف المرتبات، و قبل انتقالي للعمل في احدى الجامعات الاكاديمية بدول مجلس التعاون الخليجي، جمعتني الصدفة بتاجر أصيل من إحدى المحافظات اليمنية، و جدته يتحدث بحسرة و ألم عن وضع الموظف بعد انقطاع راتبه، و كان يتشاور مع احد أصدقائه حول مبادرة ( عزيز قوم ذل ). و كان الهدف منها تخصيص سلل غذائية لموظفي الدولة الذين انقطعت رواتبهم. و للأسف الشديد، قرأت في الاخبار انه نقل نشاطه التجاري الى خارج اليمن بسبب ظروف الحرب و الحصار والعديد من الصعوبات.
مهند الحروي:
مهند الحروي، القادم من أسرة تجارية عريقة، و الدارس في احدى الجامعات الامريكية والمؤهل تأهيلًا علميا كبيرا، لم يختاره القدر عبثا، بل يهيؤه لدور كبير في المستقبل، لمواصلة مسيرة الخير الانساني التي بدأها أجداده الكرام.
التطوير و الاتجاه نحو المستقبل:
أرى في الافق ان مهندا شابا حالما طموحا، ينظر للمستقبل نظرة شاملة، و لن يتوقف عند نشاط العمل المصرفي الذي وجد نفسه صدفة في وسطه، بل أراه ينظر الى ماهو أوسع و أشمل، تعزيزا لدور الاقتصاد الوطني، و مواصلا لدور الرواد الاوائل من رجالات اليمن المخلصين، الذين عملوا من اجل نفع الناس و نهضة الوطن. فهو يحمل في عقله الجديد من العلم في المجال الاقتصادي و الاستثماري، و هو ما لم يكن متوفرا لمن سبقه من أسلافه الأوائل. و بلا شك، فان هذا التراكم العلمي و المعرفي سيجعله يقتحم آفاقا جديدا في النشاط التجاري و الاقتصادي في داخل الوطن و خارجه.
تحديات على الطريق:
صحيح، في اليمن تحديات كبيرة تواجه النشاط التجاري العريق، بسبب الحرب و الحصار، لكن العظماء هم اولئك الرجال الذين يقهرون العوائق و يصنعون المستحيل، و مهند أحدهم، و هو المتكئ على إرث تجاري أصيل، تحقيقا لاهداف إنسانية سامية و تعزيزا لقيم الخير و المحبة التي نشأ عليها و تتلمذ في مدرستها.
منتدى رجال الاعمال الشباب:
في اليمن جيل جديد متحفز و شديد الذكاء. و كما أراهم في داخل الوطن، رأيتهم خارج الوطن. و شخصيا أرى فيهم قادة المستقبل الاقتصادي للبلاد. وأرى أحدهم وفي مقدمتهم، ابا رياض، و جيله من الشباب في مختلف البيوت التجارية العريقة، فالشعب يراهن عليهم لاحياء الطبقة الاجتماعية الوسطى التي تهاوت الى مستوى دون خط الفقر، من خلال تبني مشاريع نوعية مباشرة لتأهيل الشباب واكسابهم مهارات تضمن لهم العيش الكريم، ذكورا واناثا، والحصول على فرصة في سوق العمل، داخل الوطن و خارجه، خاصة وان نصف المجتمع اليمني بحسب الدراسات العلمية من فئة الشباب.