-يأتي إحياء الذكرى 12 لرحيل رجل الاعمال اليمني الكبير العبقري الحاج / أحمد هائل سعيد أنعم، رحمه الله، والذي يصادف 8 يوليو من كل عام، إعترافا بدوره الاقتصادي الفاعل في الوطن و حضوره المؤثر و قربه من الناس وحبه العميق للعمل الخيري.
-ففي نهاية ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي كنتُ أحرر عمود قضايا المواطنين في صحيفة الجمهورية الصادرة بتعز. و لم يكن لي ولأمثالي من الإعلاميين في تلك الفترة بتعز سوى إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم نطرق بابها لمساعدة المحتاجين أو لتنفيذ اي عمل خيري، بل أيضا لحل بعض القضايا. فقد كان جميع سكان تعز يعتبرون المجموعة بيتهم الكبير، وكانت استراحة المجموعة في المجلية مفتوحة لمن اراد لاستقبال التهاني بالأعراس و تقديم واجب العزاء أيضا، بل كانت ملتقى لحل الخلافات و تسوية النزاعات ولم الشمل بين الفرقاء.
-وفي مجتمع تقليدي كمجتمعنا، كنا نسارع إلى رأس هرم هذا الكيان الإقتصادي الكبير في تلك الفترة، إلى الحاج / احمد هائل سعيد، يرحمه الله، او إلى أخيه الحاج الفاضل / عبدالجبار يحفظه الله. ودائما كُنا نلقى منهما كل الترحيب والتشجيع. ومما هو ملتصق بذاكرتي جملة قالها في وجهي أحمد هائل سعيد في مكتبه بالإدارة العامة (لو لديك أي قضية لا تذهب إلى غيري، تعال إلى مكتبي في اي وقت).
-إنها لمناسبة عظيمة أن نسترجع ذكراه في هذه الايام على وجه التحديد التي تشهد فيها حياة اليمنيين تحولات كبيرة و خطيرة، لأننا لمسنا عطاءه الانساني اللامحدود، و لانه ترك في وجداننا أثرا عظيما لأجل الناس و ما يزال ماثلا حتى اليوم، من خلال سيرته العطرة و ذكره الطيب.
-كان الفقيد أحمد هائل كريما و عميق الايمان بالله و قضائه و قدره، وقد جسد ذلك الايمان واقعا معاشا في الحياة من خلال تبنيه للأعمال الخيرية كرعاية الايتام و الاحسان الى الفقراء واصلاح ذات البين و عتق الرقاب و رعايته لحفاظ القرآن الكريم و دعمه لبناء المساجد و اهتمامه بطلبة العلم.
-فقد قضى الفقيد معظم حياته التي امتدت ثمانين عاما، 1932-2012، يعمل مع والده، يرحمهما الله، وابن عمه و رفيق دربه عضو مجلس الشورى المحسن الكبير المناضل الحاج / علي محمد سعيد، متعه الله بالصحة، ليل نهار لوضع المداميك المتينة لتأسيس اقتصاد و طني أصيل. و رسمَ ملامح المستقبل لأكبر صرح اقتصادي يمني تشهده بلادنا.
-ويتذكر أبناء تعز خصوصا، واليمن عموما بكل إجلال وعرفان الحاج / أحمد هائل، هذه الشخصية العصامية و دوره الريادي في بناء و إرساء دعائم الاقتصاد الوطني من خلال المجموعة، و الذي توسع نشاطها ليشمل جميع محافظات الجمهورية اليمنية والمحيط الاقليمي، وامتد بعد ذلك ليصل الى العالمية التي نشاهدها اليوم.
-ستظل الذاكرة تستحضر مواقفه و شخصيته الهادئة الأنيقة، ليس فقط في ذكرى رحيله السنوية، بل دائما وابدا كرمز من رموز أبناء الوطن الذين تركوا أثرا طيبا و جميلا في حياة اليمنيين. اللهم اغفرله وارحمه واسكنه الفردوس الأعلى في الجنة، الفاتحة.