إن المذهبية والعصبية أيا كان شكلها ولونها ، سواء كانت سياسية أو مناطقية ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكن مرجعية وطنية لمجتمعنا اليمني ، يبني عبرها دولة ، أو ينشئ من خلالها استقرارا وتنمية ، إذ أنه لايمكن تجذير الانتماء للذات اليمنية الجماعية وللهوية الوطنية ، إذا استمر تقطيعها وتمزيقها بهويات لاوطنية ، أخطرها هوية الحوثيين الاستعلائية ، التي تفرز اليمنين بين ثنائية مغلقة بأمر إلهي كما يزعمون ، حكام حوثيين دائمين وشعب يمني محكوم، أو بين زنابيل وقناديل ، إلى غير ذلك من المسميات الناحرة للانتماء الوطني .
لن يتجاوز اليمنيون محنتهم ، ولن يحل الأمن والاستقرار بلدهم، ما دامت خرافة الاصطفاء والولاية الحوثية ، تفرض بقاءها ، مع قوقعات أخرى في وحل من الدماء ، ومستنقع من الدمار والخراب ، في ظل جو ملبد بروائح البارود ، وحرب نخرت في الجسد اليمني ، ومزقت النسيج الوطني ، أمامنا اختبار كبير وصعب ، هو إمكانية الاستفادة من عناصر القوة الخلاقة ، اللازمة للنهوض باليمن في ميادين الاقتصاد والتنمية والاستقرار ، لكل من لا يحمل البندقية على كتفه ؛ ليفرض مشروعه ، وبما يمكننا من إدارة الصراع السياسي بأسلحة العصر ولغته ، دون اللجوء للانتماءات والتخندقات العابرة للتاريخ والجغرافية ، والهوية اليمنية بل والعربية والإسلامية ، لا يمكن النجاح فيه ، ما لم ننتصر للانتماء اليمني ، الجامع لكل اليمنيين تحت ظل دولة تحفظ كيان اليمن الواحد الموحد، يسودها النظام والقانون ، ترعى مصالح اليمنيين قاطبة ، محتكمة للمرجعيات الوطنية ، المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني ، كمرجعية وطنية حلت كثيرا من القضايا ، ووضعت أسسا لدولة فيدرالية ديمقراطية ، يشارك كل أبناء اليمن في بنائها ، توفر لهم العيش الكريم، وتصون حقوقهم وحرياتهم .
#عبدالواسع_ الفاتكي