كنت ومازلت مؤمنا بأن كل المكونات الجمهورية المناهضة لمشروع الكهنوت السلالي الحوثي، مهما كانت تبايناتها ونظرها للأحداث المعتملة في الساحة الوطنية من زوايا شتى، إلا أن الهم الوطني، والمشتركات النضالية ، واستشعارها للخطر الوجودي، الذي يحدق بالوطن وإحساسها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها ، التي تحتم عليها تجاوز الاختلافات والماضي بكل ما فيه من صواب أو خطأ، كل ذلك جعلها تلتقي في مساحة وطنية مشتركة ؛ تهدف للم الشمل وتوحيد الجهود؛ لاسترداد وطن وجمهورية سطت عليهما مليشيات الحوثيين مستغلة التصدع والانقسام بين القوى السياسية والوطنية .
لقد مثل افتتاح فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز حدثا مفصليا هاما ، على خطأ التئام الصف الداخلي والترفع عن الجراح والآلام التي خلفها الاحتقان السياسي في الفترة الماضية ، والذي لم يستفد منه إلا مليشيات الحوثيين ومن خلفها نظام ملالي طهران .
جاء افتتاح فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز ، بعد سلسلة خطوات من التقارب والتفاهم بين المكونات السياسية في تعز والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية ، توجت بافتتاح فرع له في تعز، والذي شهد افتتاحه احتفاء رسميا وحزبيا وشعبيا كبيرا ، والذي عكس ترحيب أبناء محافظة تعز بكل مكوناتها بفتح فرع للمكتب يعد رافدا من روافد التنوع السياسي الذي تتميز به محافظة تعز .
اللحظة الحرجة التي تمر بها تعز واليمن عموما، تقتضي بأن نيمم وجهنا نحو معركتنا المصيرية ضد كهنوت الحوثي والتحام المكونات السياسية والجماهيرية، خلف مجلس القيادة الرئاسي ؛ لإنقاذ اليمن من المد الإمامي الخميني ، والحفاظ على عروبته وانتمائه لجذروه الحضارية، إذ أن معركتنا ضد المليشيات الحوثية معركة هوية ووجود ومصير ؛ بينما أي اختلافات بين المكونات السياسية اليمنية هي اختلافات محمودة ، في إطار وطني دستوري ، يتم إدارتها بطرق ديمقراطية تثري العمل السياسي، وتستوعب كل الطاقات في مضمار التنافس الشريف للوصول للسلطة ، عبر إرادة جماهيرية حرة، من هذا المنطلق وعلى هذه الأسس، جاء افتتاح فرع للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز ، كثمرة من ثمار النضج الوطني والسياسي للقوى السياسية في تعز وللمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز .
عبدالواسع الفاتكي
رئيس الدائرة السياسية لتيار نهضة اليمن