تتزاحم في أذهان اليمنيين أسئلة كثيرة ، ما الذي بقي لديهم من شعور الانتماء لليمن ؟ وهل مازالت صورة الوطن ، التي ارتسمت في أذهانهم حين كانوا صغارا هي ذاتها عندما كبروا ؟!
لم يعد الوطن بالنسبة لهم ، غير أرض لا يجدون فيها وقاية من شرور الطبيعة ، كالحر والبرد ، أو شرور البشر ، في طفولتهم كان الوطن لديهم أغنية رددتها أمهاتهم ؛ ليناموا على فراش وثير ، في بيت كبير تقطن فيه المحبة ، ويغمره الوئام ، غير أن معاني الوطن الجميلة تبددت ، وصوره الذهنية المثالية تبدلت ؛ ليتحول لحيز من أربعة جدران ، يلقى فيه اليمنيون من الإهانة والظلم والاستبداد والفقر والجهل والمرض ، ما تنوء بحمله الجبال ، على أيدي من انتظروا منهم الرعاية والحماية ، أضحى اليمن كنزا ، يتعاقب على سرقته اللصوص ، وعقارا يباع ويشترى بالتقسيط المريح ، أصبحت هوية اليمنيين الوطنية بطاقات شخصية ، تحمل شعار وطن ، ليس له وجود سوى في قصور وأرصدة النهابة النهاشة ، الذين إن اتفقوا سرقونا ، وإن اختلفوا اقتتلوا بنا ، ما جعل اليمنيين في نضال دائم؛ وكفاح أدوم ، دافعين ثمن فساد وفشل وصراع نخب ، تقتات بقاءها من دم وألم وجوع اليمنيين ، وثمن تدخلات خارجية ، جعلت اليمنيين أدوات تدمر وطنهم وتمزق نسيجهم الاجتماعي ، طال ليل لليمنيين ، سيكتب الله بمشيئته تعالى فرجا قريبا ، وسيأتي بصبح مبين .
#عبدالواسع_الفاتكي