وقفت القوى الجمهورية موقفا أعمى مع الحركة الحوثية ، المعبرة عن أعلى مراحل العنصرية ، وأضحت غطاء لكل أنواع الأذى والضرر الذي لحق بالشعب اليمني ، فالناصري تناسى تضحيات ٧٠ ألف جندي مصري أرسلهم عبد الناصر لحماية الثورة والجمهورية ، والاشتراكي تخلي عن وقوفه ضد الطبقية وإلغاء الفوارق ووقف مع الاستعلاء العنصري الحوثي ، والمؤتمري نسي أن حزبه ولد حاملا للنظام الجمهوري والوحدة اليمنية ، ونسي أن زعيمه قتل على يد هذه العصابة ، فالتحق بها يدافع عنها ويقاتل في صفوفها ، وتماهى الانتقالي مع الحوثي ونسي الدمار والخراب الذي ألحقته هذه العصابة بعدن وبقية المحافظات الأخرى .
هناك من فهم هذه العصابة منذ وقت مبكر فوقف في وجهها وتحمل تبعات موقفه وما قدمه من تضحيات ، لأنه كان مؤمنا بأن موقفه هذا لم يكن من فراغ أو سوء تقدير ، بل كان أكثر إدراكا ويقينا بأن هذه العصابة تحمل مشروعا ظلاميا يمزق اليمن ويهدم بنيانها ، وهناك من انطلى عليهم كذب هذه العصابة وكنا نعتقد أن ذلك الموقف لن يطول ، لكن للأسف الشديد مازال هؤلاء حتى هذه اللحظة لم يكتشفوا الحقيقة البشعة لهذه العصابة التي تعد امتدادا واضحا للإمامة العنصرية السلالية .
متى سيفيق أولئك الذين مازالوا يعتقدون بأن عصابة الحوثي ستقبل بهم وهم يرون كل يوم بأن هذه العصابة ترى أن شرف نسبها الأسري أهم من شرف الانتماء لليمن بما تحمله من تاريخ وثقافة وحضارة عريقة ، إنهم ينتقصون من تاريخ اليمن ويجهرون بالفخر والانتساب لغيرها ، بل متى سيوقفون تمويلهم لهذه العصابة بالمال والرجال لتكريس مشروعها السلالي العنصري ؟
يجب رص الصفوف لإسقاط هذه العصابة ، لأن وجودها أو بقاءها ولو على شبر واحد من أرض اليمن سيظل عائقا أمام كل محاولات شعبنا السعي نحو التطور والنهوض والحياة الكريمة ، إن إحدى القيم الأساسية التي يجب أن تجمعنا كيمنيين هي الوقوف ضد الإمامة الجديدة المشبعة بالكراهية والعنصرية ، فهي سم قبيح ابتليت بها اليمن