خطب عبد الملك الحوثي ذات مناسبة قبل فترة داعيًا إلى سلخ جلود الفاسدين، لم يُسلخ جلد أحد؛ لأنه نفسه فاسد بالفطرة ومهيئ بالسليقة لكل شر، بل زاد عدد الفاسدين أضعاف، ولنا في محافظة إب التي ارسل إليها المشرفين من كل المحافظات ابتداءً من صعدة.
أما حين خطب أن الصحفي أخطر من بين كل الذين يناهضون مشروعه الطائفي، استنفرت كلابه المسعورة ضد كل ما يكتب، وتم التعرض لكل قلم واسكات كل صوت، وتم تحويل المهنة إلى بوق واحد، يتحدث بلسان الضاحية الجنوبية وطهران.
أصدر أحكامًا بالإعدام بحق عشرات الصحفيين، أطلق بعضهم تحت ضغط دولي وضمن صفقات تبادل أسرى، وأبقى على مجموعة منهم؛ يساوم بهم الطرف الآخر من شرعية وحقوق انسان، دون عمل أي اعتبار لكرامة أو آدمية بل أكد على محكومية الإعدام في سابقة إرهابية غير منطقية.
أعدم 10 من أبناء تهامة بعد مرافعات من طرف واحد والصق بهم تهمة اغتيال صالح الصمد من قبل طيران التحالف العربي في مشهد لم يسبق لنظام القيام به.
إذًا نحن أمام جماعة انكفات على مشروع تمزيق لا ترى الناس إلا من خلاله وفي سبيله ستعمل جاهدة لاذكاء روح الفرقة والثارات ما دام لا يحاسبها أحد ولا يقف في وجهها مخلوق.
ولإعادة تعريف الصحفي اليوم فهو ضحية سهلة لجماعات إرهابية اختلفت مسمياتها وأفكارها ومشاريعها وليس أمامه إلا الاستمرار ومواجهة كل الخيارات.
نحن بحاجة اليوم لمراجعة الخطاب التحريضي من قبل كل من يحكم باسم الله كذبًا ويحاول أن يتذاكا على طبيعة الحياة وسننها الخيرة.
ما حدث بالأمس في مدينة عدن جريمة إنسانية لا تأتي إلا من شخص أو جماعة تجردت من أدنى قيم الإنسانية والمسؤولية تجاه المجتمع وأرواح البشر.
وهنا يمكن إعادة تعريف القتلة من واقع معطيات وشواهد على الأرض لا يمكن تجاوزها أبدا مهما كانت المحاولات. فالقاتل هو من يدفعك للهجرة وترك موطنك، من يحاصر حركاتك وسكناتك. من يهزمك في ارضك ويهتك عرضك، ويوقف راتبك، ويسلبك نومك وحريتك، ويغذي طفلك بأفكارٍ لا يعرف معناها وشعارات لا تقبلها أنت ولا ترغب بها. القاتل من يعيد تعريف الإله والكتاب المقدس والرسل ليقتلك على شريعته الجديدة، وهو من يبعث فكرًا باليًا عمره أكثر من ألف عام. القاتل من ينهب لقمة عيشك ليعيد تقديمها إليك على طريقته، ويساوم بك هيئات الأمم ليمنحك قليل من الحرية، وبعض من الخبز. القاتل من يدفعك إلى مربعات الموت بأي شكل وفي أي وقت، من يريدك مناصرًا ومحاربًا في صفه، وليس مواطنًا؛ له كامل الحقوق، وإنسانا يتمتع بمشاعر مختلفة.
في الجنوب هناك من يهيئ لمشهد جديد أو على الأقل يدفع باتجاه محو جرائم الحوثي والتغطية عليها للوقوف على أطلال خيبتنا وإرسال رسائل بأن لا بديل عن مشروع الكهنوت.
ثمة يد تغسل ادران تلك الجماعة وستفشل لأن مشروعها لا يتناسب مع متطلبات الحياة القادمة التي يسعى إليها الحالمين حياة بلا طائفية، بلا مذهبية مقيتة، وبلا قتلة.