شردت الحرب التي فجرتها المليشيات الحوثية ملايين اليمنيين، وارغمت الكثير على الفرار خارج مناطق سيطرتها للمناطق المحرر طلبا للنجاة بحثا عن الأمن والأمان ، بل إن بعضا من اليمنيين نتيجة قمع المليشيات الحوثية وتضييقها على الحريات وأساليب العنف والتوحش، التي تمارسها بحق السكان الواقعين تحت قبضتها، إضافة لأساليب الترهيب والتعسف، التي تتعامل بها مع كل من يعمل في المناطق المحررة ويعود لزيارة أسرته في المناطق التي تخضع لها، حيث تسجن البعض منهم وتأخذ تعهدات منهم بعدم العودة لممارسة أعمالهم، مما اضطر بعضهم للبحث عن مواطن للنزوح واللجوء لها خارج اليمن.
علي عبدالله محمد أمين شاب يحمل شهادة جامعية في العلوم الصيدلانية، أرادت المليشيات الحوثية مرارا وتكرارا أن تجبره على أن ينخرط في صفوفها، من خلال تجنيده في قسم الخدمات الطبية العسكرية مستخدمة أساليب ووسائل شتى، الأمر الذي جعله مضطرا للهروب من مسقط رأسه تاركا أسرته لسنوات لا يستطع زيارتها خوفا من تعرضه للاعتقال أو الإخفاء القسري في السجن، وفي أحسن الأحوال إرغامه على دفع مبالغ باهظة كغرامة، مع إحضاره ضمانات تجارية بعدم مغادرة مسقط رأسه لأي مكان آخر خارج سيطرة المليشيات الحوثية، وهو ما جعل الشاب علي يقلع عن العودة لموطن سكنه وأسرته ، ويقرر اللجوء خارج اليمن راميا الحصول على العيش الكريم والحياة الآمنة.
غيرت الحرب الدائرة في اليمن منذ ثمان سنوات التركيبة الديموغرافية للمجتمع اليمني، ومزقت نسيجه الاجتماعي، وأجبرت أكثر من أربعة ملايين يمني على ترك منازلهم وأملاكهم وأعمالهم والنزوح واللجوء لمناطق أخرى داخل اليمن أو خارجها تواقين للأمان الجسدي والنفسي، رغم ما يحمله النزوح والتشرد من هموم ومآسي النفي الإجباري والبعد عن الأهل والأقارب