سماء الحرية، وعز من اراد العز لنفسه.
قال سبحانه: {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}
القناعة لغةً:
هي الرضا باليسير من العطاء.
واصطلاحًا: هي الرضا بما أعطى الله
فالقناعة من أهم الأمور التي تحقق السعادة في حياة الإنسان ، وهي الرضا بما قسم الله وأعطاه من النعم؛ من مال، وعافية وصحة، ومنزل، وزوجة وأبناء، حيث ان الغنى الحقيقي بغيرالقناعة لا يكون .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من أسلم، ورُزِقَ كفافاً، وقنّعه الله بما آتاه»، والمقصود أن يربي الإسلام الإنسان على خلق القناعة وعدم الطمع بما في أيدي الغير.
"«كِفافًا» أي: ما يكف من الحاجات، ويدفع الضرورات. «وقنَّعه الله» أي: جعله قانِعًا بما آتاه"
وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
((دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله ، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله ، وصفوته، وهذه خزانتك،
فقال:
يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى...))
كمالم يغفل الأدباء والشعراء والحكماء فضل القناعة وعظمتها بل تجملت بها قصائدهم وزخرت بمكتنزاتها أقوالهم
يقول الإمام الشافعي :
رأيت القناعة رأس الغنى
فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه
ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم
أمر على الناس شبه الملك
وبالتالي ،، فإن النفس كما قال أبو ذؤيب الهذلي
راغبة إذا رغبتها ** وإذا ترد إلى قليل تقنع
فالرضا . باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، وبستان العارفين و سر الرضا هنا هو الاقتناع بأن الحياة هبة وليست حقاً نمتلكه
فقد قيل للسعادة أين تسكنين
قالت: في قلوب الراضين بقضاء الله
لنكن على ثقة تامة ودائمة مذكرين انفسنا مرارا وتكرارا
بان الله .. حاكم ،، عدل وان علينا ان نقاتل من أجل الحياة الأخرة الدائمة ومتاعها الاعظم
وليس من أجل الدنيا الفانية التي لن نخرج منها الا موتى مجردين من كل متاعها
فسبحان من جعل الرضا بالله تاجا
يوضع على رؤوس المؤمنين الراضين بقضائه وقدره
والحمدلله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .