الإهداء إلى كل مواطن يمني باتت كل أمانيه ان يصل منزله سالماً
قبل حوالي 3 أيام تواصل بي احد إعلاميي قوة عسكرية طالبا مني نشر خبر إلقاء القبض على قيادي حو ثي وبحوزته الآلاف من الدولارات .
كان المعني بالقضية هو الشاب عبدالملك السنباني ..
سألته عن تفاصيل الواقعة فأخبرني بأنه توقف بمنطقة الفرشة بالصبيحة واخذ يلتقط عدد من الصور للمنطقة وبحوزته حقائب سفر..
تأملت الصورة التي بعثها لي وكانت للشاب السنباني وهو مكبل الأيدي فوق طقم .
فورا فهمت ان المقصود بهذا الإعتقال مسافر لاحول له ولاقوة .
أخبرت هذا الإعلامي أننا لن ننشر هذا الخبر لإدراكي الكامل أنها قضية ملفقة ولا أساس لها من الصحة وعقب ساعات قليلة شاهدت الخبر منشورا وبالبنط العريض بوسائل إعلام أخرى .
علمتني 6 سنوات من التعامل مع مثل هذه الوقائع التي يكون فيها الضحية تهمته بأنه قياديا حوثيا أو متآمرا أو جاسوسا انه لاشيء سوى من ذلك وليس إلا ضحية امتلك شيء من المال .
ولكي يتم نهبه وتدميره فإن التهمة جاهزة ..
يومان تقريبا حتى قرأت ان الشاب قد قٌتل وهو بقبضة القوة المسلحة التي اعتقلته لتتوالى تفاصيل القضية المحزنة للطالب اليمني في أمريكا الغائب عن أهله منذ 7 سنوات تقريبا .
الطالب الذي رمت به الأقدار ليعود عبر هذه الطرق التي انتهت به إلى مصيره المحتوم ..
قضية الشاب السنباني نموذج عابر وتمثيل واضح لمعاناة الآلاف من الناس يوميا على طرقات مختلفة .
الطريق الذي تكون فيه منطقتك وقريتك وقبيلتك ومحافظتك تهمة،الحواجز التي ذابت فيها روح الدولة والنظام والقانون وعجز الإنسان ان يتحسس على جنباتها بصيص نخوة ومروءة يمكنانك من المرور سالما دونما (تهمة) .
الوطن الذي ضاقت جنباته وتحكم به اللصوص والاوباش وقاطعي الطرقات .
(السنباني) حكاية مروية لمئات وربما الآلاف من الحكايا التي لايرويها أصحابها.
مايحدث للمسافرين من أبناء المحافظات الشمالية أمراً يندى له جبين كل حر وذو كرامة ووجوب وجود ممر إنساني لهؤلاء بين محافظاتهم والعالم الخارجي بات أمراً مٌلحا .
ولإخوتنا أبناء المحافظات الشمالية نقول لاتظلموا إخوتكم أبناء المحافظات الجنوبية ولا تظلموا أبناء الصبيحة ولا (تعمموا) فيما حدث فما يحدث فو الله أننا نبرأ إلى الله من هكذا وأفعال ولقد ظٌلِمنا قبل ان تٌظلمون .
ولاعاصم لدمائنا ولدمائكم إلا دولة يمنية عادلة يتساوى فيها كل أبناء اليمن حقا وواجبا..
فتحي بن لزرق
10 سبتمبر 2021