الكلمة امانة ، رسالة الانبياء كانت بالكلمة ، ولكن شتان بين كلمة وكلمة ، فكلمة ترفعك الى السماء اوتدخلك في رحمة الله ورضوانه ، وكلمة تهوي بصاحبها الى الدرك الاسفل وتكسبه غضب الله وعار الدنيا والاخرة.
البعض يسخر من الكلمة متجاهلا اهميتها وهي الاساس لكل خير او شر .
ما نعيشه اليوم بسبب اهتزاز الكلمة وعدم المصداقية في طرحها واخراجها في المخرج الصحيح.
نحن اليمانيون اليوم مشكلتنا مع الكلمة ، واقصد بالكلمة الصادقة في قضايانا ومصيرنا ولو تحريناها وحرصنا عليها ما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه ، ولو عدنا اليها بصدق فإنها بداية الفلاح والخروج من المحنة ، (ولو صدقوا الله لكان خير لهم).
كان العربي قبل الاسلام لا يتحدث بالكلمة ولا ينطقها الا اذا كان مؤمنا بها صادقا في معناها ومضمونها ، ثم جاء الاسلام وتمم هذه المكارم.
ليس عيباً ان تتكلم وتنشر عبر كل الوسائل بل ان ذلك مطلوبا ولكن العيب كل العيب ان لا تكون صادقا في الكلمة التي تقولها او تكتبها ولا مؤمنا بها ، بل البعض منا يتناقض في كلمته بين ساعة واخرى تبعا لمستجدات المصلحة الآتية التافهة فيسقط في وحل التفاهة وقد لا يستفيد الا السراب ، لو وضعنا وطننا نصب اعيننا في كل ما نقول ونكتب لحالفنا النصر ولحظينا بالخلاص من هذه المحنة التي اصابتنا ، لكننا اصبنا في عمق قيمنا واخلاقنا ، ولله در القائل/
واذا اصيب القومُ في اخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلاً.
فإذا اردنا الخلاص علينا مراجعة سلوكنا جميعا ولا احد منا يقول الناس فسدوا وكأنه ليس من الناس فهو غير الناس ، هذا منطق الغرور وتلبيس ابليس ، ولكن كل واحد منا يبدأ بنفسه قبل ان ينقد غيره ، واذا لم نتخلق بأخلاق القدماء فلنتخلق بأخلاق ثوار الثورة اليمنية الخالدة ٢٦ سبتمبر التي نعيش ذكراها اليوم ، هؤلاء الرجال الذين جادوا بأنفسهم واخلصوا لمبادئهم ولم يغيروا من سلوكهم وخلصونا من احقر سلطة سلطة غاشمة ممثلة بالسلالية المقيتة ولقوا ربهم ولم يخلفوا لابنائهم الاموال الطائلة ولكنهم اورثوهم قيما وسجلا خالدا مليئاً بالتضحيات والفخر ، وهاهم احفاد السلاليون اليوم يطلون علينا بقذارتهم وعفنهم وافكهم بعد ان تنكبنا طريق الاحرار.
نحن في مرحلة من اخطر المراحل التي يمر بها وطننا فتحرأ حلينا جهلة سلاليون حقراء اهانوا كرامة بلد واساؤوا لتاريخ شيد بأحرف من نور على مر الزمن ، الخطورة على ابنائنا واحفادنا اكبر ، ولا خلاص لنا الا بالصدق مع الله ومع النفس ومع الوطن.
اقترح كل واحد منا من اليوم يبدأ يقول ويكتب ما هو مؤمن به او يصمت ، ويضع مصلحة الوطن نصب عينيه.
وكل ٢٦ سبتمبر من كل عام وانتم والوطن بخير.