{تمر علينا ذكرى الثورة الخالدة وبلادنا في وضع سيء للغاية ولكن ذلك يدفعنا الى قرأة تاريخ الثورة وذكر رجالها الابطال لعل ذكرهم يكون قدوة وحافز للاحرار للاقتداء بهم}.
الذين لم يعايشوا عهد الأمامة في اليمن لم يكنونوا يعرفون قدر عظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢م الخالدة ، وانا كنت من هؤلاء الذين لم يكونوا يدركون هذه العظمة.
لكن الأيام وتقلباتها أثبتت لنا عبر الواقع المعاش عظمتها وكشفت لنا ماكنا نجهله من قبح الامامة ومدى إجرام السلالة الحوثية وكل من ينتسب لها.
جزى الله الشدائد كل خير ، فلولا إجرام الحوثي واتباعه وانقلابهم على الدولة والثورة اليمنية الخالدة ماكنا أدركنا حجم التضحيات التي قدمها أولئك العظماء أمثال علي عبدالمغني والسلال والجايفي وبطل السبعين عبدالرقيب عبدالوهاب، والشيخ عبدالله الاحمر والفريق العمري ومحمد صالح فرحان والوحش ، والشيخ محمد علي عثمان والعميد مجاهد ابو شوارب ، والشيخ عبدالرحمن احمد صبر ، وعبدالغني مطهر والحاج علي محمد سعيد والشيخ احمد عبدربه العواضي والقاضي الارياني والمشير عبدالله السلال والشيخ أحمد علي المطري والشيخ احمد سيف الشرجبي ، وغيرهم من الأبطال ، وقبل هؤلاء جميعا تضحيات الأستاذ النعمان والقاضي الزبيري ، وتشردهم وهم ينافحون الطغاة وينفخون في الجماهير روح الثورة على الجهل والتخلف والامامة العنصرية ، رغم ضعف امكاناتهم وقلة حيلتهم إلا من نفوس كبار في جنباتهم تشبعت بحب اليمن واستعذبت التضحية من أجل أبناء وطنهم ليلحقوا بركب الأمم المتحضرة.
واجهوا في سبيل ذلك التغريب والتجويع والتخويف والإرهاب وركبوا المخاطر والخطوب حبا في امتهم ولله در الشهيد الزبيري القائل معبرا عن حالة تضحيتهم وجهل المجتمع لعظم هذه التضحية:
ستعلم أمتنا اننا..ركبناالخطوب حنانا بها.
وها نحن اليوم بمناسبة الذكرى ٥٩ لثورة سبتمبر الخالدة نعايش جرائم كبرى ترتكب بحق شعبنا من قبل مخلفات الامامة بأسلوب احقر واشد حقدا على المجتمع اليمني ، فقد انقلبوا على إرادة الشعب المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني الشامل ، ودمروا مؤسسات الدولة وقتلوا وشردوا واسروا معظم من لم يخضعوا لمشروعهم السلالي الذي غذي بالمشروع الفارس فأصبح اشد أنحطاطا من مشروع أمامة الأمس واكثر حقدا على بلادنا ومشروعنا العربي الإسلامي ، فلا تكاد توجد بيت في اليمن الا وفيها شهيد أو جريح ، ودمروا المساجد والمدارس ، وهدموا المنازل على رؤوس ساكنيها وخاصة في المحافظات التي قاومت مشروعهم بقوة أمثال تعز وعدن والبيضاء ، ولولا قوة الردع في مأرب لفعلوا بها نفس الافاعيل ولا زال الخطر داهما ولم تسلم بقية المحافظات التي سيطروا عليها من إذلال أهلها وتشريد احرارها وتجويع مواطنيها ، واخيرا يعدمون تسعة ابرياء من ابناء تهامة دون ذنب سوى ، ناهيك عمن قتلوهم في سجونهم وهم بالالاف ، والجرائم تتوالى والكل منتظر نصيبه الاجرامي منهم.
وامام جرائم اذناب المشروع الفارسي ادعياء الحق الالهي كذبا على الله وعلى الناس فإننا لن نخلص من هذا السرطان الا بقيادات صادقة ومتجردة من الانا والمصالح الضيقة مقدمة مصلحة الوطن والشعب اليمني عامة على مصالحهم ومصالح اسرهم يكونوا امثال ابطال ثورة ٢٦ سبتمبر ، وبقوى وطنية متلاحمة تدرك حجم الخطر وتكبر بحجم المسئولية التاريخية الملقاة على اعناقهم.
اخيرا نقول /
ايها الاماميون السلاليون/ شكرا لكم بإظهار قبحكم والكشف عن حقدكم ومدى حقارة أنفسكم فأنتم بذلك عرفتمونا عمليا بحجم ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة وعظمة الرجال الذين قاموا بها وكشفتم لنا ماكنا نجهله من انحطاط أخلاقكم وماتكنه انفسكم نحو شعبنا ومجتمعنا من حقد كانت صدوركم تخفيه ، وكنا نكن لكم ودا وحبا ونقدمكم على أنفسنا ظنا منا ان فيكم خير للوطن.
والشكر اولا لله وحده الذي كشف لنا خبايا ماتكنه قلوبكم المريضة .
ولله در القائل :
ومهما تكن عند امرء من خليقة ..
وإن خالها تخفى على الناس تعلم.
الخلود لشهداء ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة وكل شهداء مقاومة المشروع السلالي الحاقد ، والتحية والاجلال لكل احرار اليمن المرابطين في كل المواقع والجبهات رفضا للإمامة الجديدة وعبيدها المنبطحين ،
والنصر قادم لا محالة بإرادة الله ثم بإرادة الجماهير التي ارادتها من إرادة الله .
واختم كلامي بقول ابو الأحرار الزبيري رحمة الله عليه :
لم يبق للظالمين اليوم من وزر..
إلا أنوف ذليلات ستنحطم.
وكل عام وشعبنا اليمني حر ابي ووطننا بأمن وأمان.
محمد مقبل الحميري