ثلاث مباريات لعبها منتخبنا للناشئين، أمام منتخبات قوية هي البحرين والأردن وسوريا في بطولة غرب آسيا المقامة في السعودية، فاز فيها جميعاً وبنتائج كبيرة عكست مدى قدرة اللاعب اليمني رغم الظروف الإستثنائية التي تعيشها البلاد منذ نحو 7 سنوات، وأكدت أنه لا مستحيل أمام الإرادة، والأهم من ذلك هو اللعب الجماعي والفردي المميز الذي ظهر به اللاعبون خلال المباريات الثلاث.
ستة أشواط من المتعة والإثارة والفرح الغامر الذي أهداه فريقنا الصاعد لأكثر من ثلاثين مليون مواطن يمني على مدى أسبوع، تناسوا خلاله آثار الحرب المدمرة وأعاد الابتسامة إلى محياهم والأمل بمستقبل أفضل رغم الآلام والجراح.
الشباب هم عماد الحاضر وأمل المستقبل، وهؤلاء الأبطال هم أمل الكرة اليمنية ومستقبلها في حال توفرت لهم الإمكانيات المطلوبة والأجواء المناسبة من تأهيل وتدريب وتأمين لمستقبلهم، وذلك ما نتمناه.
منتخب رائع ومتماسك ومتناغم يستحق كل التقدير والتشجيع والاهتمام، من الجهات المختصة ورجال المال والأعمال ليُشرفوا الكرة اليمنية في المحافل الإقليمية والعربية، ويعيدوا الثقة إلى قلوب أبناء شعبهم بأن اليمن ولّادة بالنجوم والعقول في جميع المجالات، ولا ينقصها غير الاستقرار.
لست متخصصاً في الرياضة، لكنني متابع إلى حد ما لمنتخبنا والمنتخبات والنوادي الكبيرة عربيا ودولياً، ومع ذلك لعلَّ الجميع وأنا واحد منهم يتذكر منتخب الأمل للناشئين الذي وصل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم في فنلندا عام 2003، ولعب شبابنا حينها أمام منتخبات كبرى بينها منتخب البرتغال الذي فاز على منتخبنا 4 - 3 ومنتخب الكاميرون الذي تعادل معه منتخبنا 1 - 1 ومنتخب البرازيل الذي فاز على منتخبنا 3 - 0، وذلك بعد ان حل منتخبنا وصيفاً لآسيا عقب المباراة النهائية الرائعة مع كوريا الجنوبية والذي لم يتغلب فيها الكوريون إلا بركلات الترجيح.
نعم قدم ذلك المنتخب أسماء رائعة، مثل الكابتن سامي جعيم وأكرم الورافي وعبد الإله شريان وعبده الإدريسي ومحمد عياش وجلال القطاع ووسيم القعر وجمال العولقي وغيرهم من النجوم المميزين، حيث استطاع هؤلاء الأبطال الفوز على منتخب أسبانيا بهدف دون مقابل في مباراة ودية كان فيها حاضراً اللاعب راموس أثناء معسكرهم التدريبي قبل انطلاق بطولة كأس العالم في فنلندا.
بإذن الله أن يعيد هذا المنتخب الشاب، الأمجاد لمنتخبنا على خطى منتخب الأمل، وأن نستفيد من تجارب ودروس الماضي ونطمح نحو مستقبل مشرق ومزهر في الرياضة وغيرها.
حفظ الله اليمن، والأمل في أن يحقق منتخبنا نتيجة إيجابية أمام المنتخب السعودي في المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا التي ستقام غداً في الدمام، والتحية والتقدير لجميع اللاعبين والطاقم الفني والإداري بقيادة الكابتن قيس محمد صالح وللجمهور اليمني الوفي الذي آزر المنتخب في جميع مبارياته