لا تظلموا ثورة ١١ فبراير وتنسبوا لها نكباتكم وفضائح القادة والسياسيين ، فقد كانت وصلت البلاد قبل قيامها الى انغلاق وازمة سياسية حادة ، وفساد في شتى المجالات ، قتلت معه طموح الشباب الذين لا ظهر لهم ولا سند ، واصبحت المحافظات تمنح لا شخاص ، والتنافس في النهب بلغ مداه ، ومقومات الثورة متوفرة واسبابها موجودة اكثر من اي بلد عربي آخر ، خرج الشباب بتلقائية ونقاء يبحثون عن مستقبل افضل فاحتوت ثورتهم الاحزاب وتزعمت الموقف وهي لم تكن مؤهلة ولم تتبنى مشروع وطني جامع ، فخنقت كثير من اهداف الثورة وانتهت الى ازمة انتهت بالمبادرة الخليجية.
وبموجب المبادرة الخليجية قامت حكومة مناصفة بين المؤتمر واللقاء المشترك وبقية قوى الثورة برئاسة الرجل الوطني النزيه الاستاذ القدير محمد سالم باسندوة ومشت الامور على مايرام ، استقرت العملة بل ان قيمة الدولات انخفضت من ٢٤٠ الى ٢١٥ ريال واستقر على ذلك حتى انتهت بالانقلاب المشئوم ، رغم انه تم اعتماد ٥٠ الف وظيفة جديدة ، وصرفت فوارق الرواتب وعلاوات عدة سنوات ، وانعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ولاول مرة في تاريخ اليمن المعاصر تتفق القوى وجميع النخب اليمنية على وثيقة جامعة نتجت كمخرجات جامعة لهذا المؤتمر ،،
وهنا لم يعجب البعض هذا النجاح فحيكت المؤامرات وقامت تحالفات مضادة بالاضافة الى المناكفات التي قامت بين قيادات اللقاء المشترك ، وهنا وجد الحوثي ظالته التي كان يتحيتها من سنين ، فدخل في ساحات الثوار ثم تحالف مع المؤتمر واستفاد من الطرفين الا ان استفادته من تحالفه مع المؤتمر كانت اكبر نظرا لأن قيادة المؤتمر كانت لا زالت صاحبة الحظوة الكبرى والنفوذ الفاعل في وسط القوات المسلحة ولا زالت سيطرتها على سلاح الجيش ومخازنه فكانت هدية ثمينة وغنيمة غالية غالية تحصل عليها المليشيات بالمجان.
الجميع اخطأ التقدير بدون استثناء وكانت الخطيئة الكبرى تحالف المؤتمر بقيادة زعيمه الراحل صالح مع الحركة الحوثية انتقاما من ١١ فبراير ، هذا التحالف الذي سهل للحوثيين السيطرة على صنعاء بل وساندها بالسلاح والرجال ، وورّث الحوثيين قاعدته المؤتمرية في المحافظات الاخرى ولولا التحالف المؤتمري الحوثي ماستطاعت الحركة الحوثية الوصول الى إب وتعز والبيضاء وبقية المحافظات الاخرى وما كان ليرحب بها من قبل الناس لأنها كانت تفتقد للبيئة الحاضنة ، ثم بعد ذلك تأقلمت هذه القواعد مع عناصر المليشيات الحوثية التي تغلغلت في اوساطهم خلال سنوات التحالف.
حاول المؤتمر بعد ذلك الانتفاضة على الحركة الحوثية ولكن هذه المرة كان قد فات الاوان رغم ما كان يمتاز به قائده من ذكاء ومكر سياسي إلا غلطة الشاطر بِعُمره كله ، وكان كمثل الذي تعلم جمع الجن فجمعهم ولم يستطع صرفهم فصرعوه.
البعض يرفع صوته ويقول يا اصحاب ثورة ٢٠١١ اعتذروا للمؤتمر وخاصة المؤتمريين الذين ايدوا ثورة فبراير وانا واحد منهم ، متجاهلا كل حيثيات ومبررات قيام الثورة والحالة التي وصلت اليها البلاد ،
فنقول لهم مَنْ يعتذر لِمَن؟
انتم اليوم جميعا أمام خصم نكل بكم سواء ثوار ٢٠١١ أو المؤتمريبن أو اللقاء المشترك ولم يفرق بين أحد منكم ، فلا يسعكم جميعاً إلا ان تتناسوا احقادكم وتوحدوا صفكم لمواجهة هذا العدو الذي يريد استئصال شافتكم جميعا واستعبادكم ومن ثم استعباد ابنائكم وكل الاجيال من بعدكم.
اليوم نحن أمام أحد خيارين إما ان نتوحد ونزيح الكابوس الجاثم على كاهل الجميع ونستأصل السرطان الحوثي السلالي وإما أن يبقى كل طرف منا يجتر احقاده ويبكي على الاطلال وبذلك نكون ارتضينا أن نعيش اذلاء منتقصة مواطنتنا ونكون اجرمنا أيضاً بحق الاجيال القادمة من بعدنا التي ستورث لها الذل والعبودية لفئة لا ترقب في احد منا إلاً ولا ذمة.
نعم للتسامح .. نعم لوحدة المؤتمر والاصلاح والناصري وكل القوى الوطنية لمواجهة مشروع الادعاء الالهي في استعباد الوطن واهله ..
لا لاجترار احقاد الماضي..
ومن يقل غير ذلك فإن في داخله عَبْدٌ صغير يخدم مشروع الرق والاستعباد وإن ادعى الحرية والمقاومة.
#عاشت_اليمن_حرة_ابية.
ملاحظة/
ملاحظة تجنبت ذكر التفاصيل الدقيقة لانها تفرق ولا تجمع وهدفنا هنا توحيد الصف لا فرقته.