١.. شهدت حرب المائة عام وحرب الثلاثين عاما في أوروبا وعلى نفس واحد تغيرات في الوعي الأوروبي ..انتهت الحرب بصياغة اتفاقية وستفاليا عام 1648 في العصر الحديث لتنظيم العلاقات الدولية الأوروبية والتقليل من الحروب داخل القارة ..وبعدها بدأ الغزو الاستعماري خارج أوروبا بدلا من الحروب الداخلية ..
٢.. انتهت الحرب العالمية الاولى في العام 1918 ليترتب عليها إنشاء أول نظام دولي معاصر ..تمثل في عصبة الامم المتحدة ..وبسبب فشل الدول المنتصرة في صياغة ميثاق دولي يضمن السلم والامن الدولي اندلعت بعدها حرب أشرس من كل الحروب ..
٤.. انتهت الحرب العالمية الثانية في العام 1946 - التي استعمل فيها لاول مرة سلاح الطيران والقاذفات الجوية والسلاح النووي - بتأسيس نظام دولي جديد تم صياغة قواعد النظام في ميثاق الأمم المتحدة يحكم العالم حتى الآن ..وتم رهن تعديل قواعد النظام بموافقة الدول الخمس المحتكرة للقرار الدولي ..
كانت الدول الموقعة على ميثاق هذا النظام الدولي لا تتجاوز ستين دولة ..وكل الدول اللاحقة انظمت الى الأمم المتحدة دون أن يكون لها رأي في قواعد الميثاق الذي احتكر القرار الدولي في الخمس الدول الدائمة حتى اليوم ..
٤.. تغير ميزان الدول وامتلاك ادوات القوة بين الدول ..بصعود دول الى الصدارة مثل اليابان والهند والمانيا والبرازيل والأرجنتين وجنوب افريقيا ودول في الطريق مثل اندنوسيا وتركيا وايران وباكستان ..وبعض دول أوروبا الشرقية المستقلة عن الاتحاد السوفياتي ..
٥.. الصراع الحاصل بين روسيا والمنظومة الغربية - ضحيته اوكرانيا - يأت في سياق إعادة تشكل نظام دولي جديد .. سيفرض نفسه على العلاقات الدولية من خلال تغيير قواعد التعامل السياسي (الهيمنة) والاقتصادي (التفوق ) والنقدي (العملة الرقمية) والتقني (النانو تكنولوجي والاتصالات الرقمية ) إلى قواعد جديدة يتم إعادة تنظيمها وفق تغير موازين القوة بين دول العالم ..
ربما يتأسس - على المدى المنظور - نظام متعدد الأقطاب تتمثل فيه كل القارات والدول القوية في نظام كوني بعيدا عن الهيمنة والاحتكار واستعمال القوة ..
فيصل الحذيفي ..