عندما بكى باسندوة سخر منه فطاحلة السياسة اليمنية وكثير من مثقفيها واعتبروه ضعيفاً وقالوا بأن المرحلة تحتاج الى شخص لا يدمع وقلب لا يرق أو يلين.
ولكن الايام واحداثها اثبتت ان دموع باسندوة كانت اصدق منهم واقوى من شطحاتهم واكثر استشعارً للخطر الداهم على الوطن.
كان باسندوة بخبرته الطويلة وحنكته السياسية ووطنيته الصادقة يستشف الاحداث ويدرك أن القادم اخطر وبقي وحده يعاني ويكابد تلك المخاطر المحدقة بوطنه بينما من حوله كان همهم المحاصصة واقتسام الكعكة التي قد كانت متعفنة ولكنهم لإنعدام حاسة الشم لديهم لم يشموا ذلك النتن الذي يتعالى يوما بعد يوم من هذه الكعكة التي يتسابقون لالتهامها.
الرجل له تاريخ نضالي طويل منذ الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن وهو يصارع ويناضل ويواجه العقوبات والنفي ثم يحاور من اجل الاستقلال ، ثم بعد الاستقلال كانت مكافأة نضاله الطويل تهديد حياته من قبل من لا يعيشون الا على الدم وعلى اثر ذلك نجى بروحه الى شمال الوطن وشغل مواقع رفيعة في الدولة في شمال الوطن منها وزارة الخارجية ووزارة التخطيط وبلي بلاء حسنا.
كان اخر عمل له ترؤسه لمجلس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني بموجب المبادرة الخليجية والتي استطاع خلالها من تثبيت قيمة العملة بل انه اعاد قيمة الدولار من ٢٤٩ إلى ٢١٥ واستوعب اكثر من ٥٠ الف وظيفة جديدة في وظائف الدولة ودفع علاوات السنين السابقة لكل الموظفين وزهد في المال العام ولم يقبل الاعتمادات التي كانت تصرف لاسلافه واعادها لخزينة الدولة ، فاتهم بالضعف واتهم بأنه ليس رجل المرحلة واعابوا عليه تلك الدموع التي كانت تذرف من قلبه قبل ان تخرج من عينيه.
اليوم دموعك يا اباخالد تحرق وطنا لأننا لم نقدرها حق قدرها ، ولأن الانتهازيين لم يكونوا يدركون حرقة تلك الدموع وكثافة تركيزها وقوة فاعليتها التدميرية وكأنها سلاح نووي ولكنه سلاح صدق وحب للوطن.
فليسترح ضميرك ، فقد وفيت وكفيك واديت أمانتك حينما خذلك الاخرون وتآمر أعداء الوطن ولم يدرك سواك احد تلك التآمرات ، وعندما استشعرت ان المرحلة لم تعد مرحلة المخلصين قدمت استقالتك وانت شامخ الهامة مرفوع القامة.
فعليك سلام الله ولا عزاء لم يفرط بوطنه أو يتآمر عليه.