تحل علينا ذكرى مرور 60 عاما على اعظم حدث في التاريخ اليمني المعاصر ، حدث لا يضاهيه حدث آخر في عصرنا ، انه ذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر ٦٢ الخالدة التي احيت شعبا بعد موات ، وايقضت أمة بعد سبات ، وكرمت الأبناء بعد ذل الآباء ، وانعتق بها وطنا فخرج شعبه من اغلال قاهريه الى الى فسحة الحياة الواسعة.
فبعد ان كان المواطن مجهلا جائعاً شبه عارٍ من الكساء حافي القدمين ، والاوبئة والامراض تحصد منه من تشاء وبأعداد هائلة بسبب الاوبئة والامراض التي لا يوجد لها ابسط انواع الادوية ، فكان يعاني ظلمات ثلاث : جهل وفقر ومرض بمنهجية امامية سلالية متلذذة بكل ما يحل على المواطن لأنه من وجهة نظرها كائن لا يحق له العيش الكريم وما وجد في هذه الحياة إلا ليخدمهم ويخدم سلالتهم ، وليس له من الحقوق شيئاً ، وقد تحدث عن حال الشعب حين ذاك ابو الاحرار محمد محمود الزبيري ووصف حال ذله بقوله:
والشعب لو كان حيا مااستخف به فرد
ولا عاث فيه الظالم النهم.
فأتت ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة وحررت شعبنا من كل تلك المظالم والقيود والعبث الحاصل من قبل كهنة السلالة العنصرين ، وفتحت المدارس وشقت الطرق وشيدت المستشفيات وانتشرت الجامعات ، واندفع الشعب بشوق ونهم للتعليم والبناء رغم الإعاقات والتعثرات التي حصلت من قبل بعض الحكام إلا انها مقارنة بظلم الاماميين لا تكاد تذكر ويسهل مقاومتها ورفضها كما كان يحدث وكان الصوت مرتفعاً لإنكار هذه التجاوزات وكل ذلك من بركات هذه الثورة العظيمة ، فأصبح القاضي في المحكمة من عامة ابناء الشعب بعد ان كان حكرا على سلالتهم ، واصبحت المدارس في كل الاحياء والقرى والمدرس يمني بعد ان كان اذا وصلت رسالة لإمرأة من زوجها المغترب أو لمواطن من قريبه يسافر لعدة قرى لعله يجد من يقرأ له هذه الرسالة ، وتَخَرّج الاطباء والمهندسون ودكاترة الجامعات والخبراء الاقتصاديون ، وفي كل مجالات الحياة برع فيها اليمنيون وكل ذلك بفضل هذه الثورة التي مهما تحدثنا عنها لن نوفيها حقها ، حتى ان ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة كانت نتاج هذه الثورة الأم فانطلقت ثورة اكتوبر بعد قيام ثورة سبتمبر بعام واحد وكانت لها الحاضن والداعم ومركز الانطلاق.
واليوم تطل عليها الامامة السلالية من جديد اعتقادا منها انها ستطمس ثورته وستعيد هذا الشعب الحر الأبي الى الأغلال مرة اخرى.
الحركة السلالية الحوثية اشد نتانة من حكم الإمة الظالمة واستدركت كل قبيح غفل عنه اسلافهم ومارسته ، قتل وتشريد ونهب للاموال واملاك مقدرات الناس وتفجير منازل ومساجد ومدارس تحفيظ قرآن بصورة افضع من سابقيهم ، وحرمان الموظفين من مرتباتهم ومن يسأل عن مرتبه اتهموه بأنه مع العدوان بينما ابناء سلالتهم ترتفع ارصدتهم البنكية وتتعالى العمارات التي يشيدونها دون خوف من الله او حياء من الناس ، بعد ان كان بعضهم صعاليك لا يملكون شيئا.
واذا تحدث الحوثي وسلالته عن السلام فإنهم يعنون بذلك استسلام كافة ابناء الشعب لهم دون اعتراض ورغم التنازلات التي قدمت لهم من قبل الشرعية والتحالف وتدليل المجتمع الدولي لهم إلا ان ذلك لم يزدهم إلاّ صلفا وغروراً ، ومن يتحدث عن المواطنة المتساوية فهو ارهابي ورافضي وعميل خائن ، واصبحت هذه الحركة السلالية خنجرا مسموما بيد المشروع الفارسي غُرِس في جنوب غرب الحزيرة العربية ضد العروبة والاسلام.
كلنا نريد السلام ونهواه ونريد الشعب اليمني يعيش بسلام ومواطنة متساوية ولكن الحقيقة المرة ان كل من يعتقد انه سيصل الى حل وسلام مع هؤلاء السلاليين العنصريين فإنه واهم يركض خلف سراب ، فالحوثي مذهبه وفكره ونشأته كلها لا تؤمن بالمواطنة المتساوية ولا بالعدل ولا بأي حقوق للاخر ، فهو يعتقد انه يتملك كل شيء بأمر السماء كما يدعي ويوهم به المسوخ من بعض ابناء جلدتنا ويذيق اتباعه الذل قبل ان يتمكن فكيف لو تمكن!
لن يتمكن هذا المشروع السلالي من وطننا وقد تغلغلت في النفوس قورة ٢٦ سبتمبر وتعمقت اهدافها الستة التي احيت هذا الشعب ، وكان الكثير يجهل عظمتها وخلودها فجاءت هذه الحركة السلالية العنصرية الاجرامية بقبحها لتحيي في نفوس ابناء اليمن عظمة ثورة سبتمبر وخلود اهدافها النبيلة.
ستبقى ثورة الشعب خالدة في عمق اليمن واعماق نفوس اليمنيين رغم خسة نفوس العنصريين السلاليين ، ولله در القائل /
دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال
ثورةُ تمضى بإيمان على درب المعالي
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال.
محمد مقبل الحميري
عضو مجلس النواب