المليشيات الانقلابية الحوثية هي المستفيد الاكبر من الهدنة ، فالهدنة حققت لها مكاسب لم تستطع أن تحققها بالحرب . ولا أقصد بالمكاسب هنا إعادة تشغيل مطار صنعاء ، ورفع الحضر الجزئي عن ميناء الحديدة بسبب تنصل الحوثيين من تنفيذ اتفاق استوكهولم ، لأن موقف الحكومة الشرعية من تشغيل المطار والميناء كان معبراً عن مسئولية وطنية تجاه المواطنين اليمنيين ، وكلنا يعرف كيف استخدم الحوثيون ، ولا زالوا ، هذين المرفقين المدنيين الهامين في العمل العسكري العدواني المستمر ضد شعبنا اليمني وضد دول الجوار . ومع ذلك فقد تم تجاوز هذا الاستخدام الخاطئ عندما تطلب الأمر إقرار هدنة عامة لأسباب انسانية .
وإذا كان جزء من هذه المكاسب قد تمثل في توسيع استخدام المطار والميناء لأغراض التعبئة العسكرية للمليشيات الحوثية ، فإن مداهنة المليشيات واسترضائها فيما يتعلق برفضها تنفيذ التزاماتها قد وفر لها فرص تحقيق مكاسب مادية ومعنوية اظهرتها بأنها في الموقف الذي يملي الشروط ، وهذا ما أرادت أن تقوله في بيانها يوم امس بخصوص تمديد الهدنة .
إن آخر شيء تفكر فيه هذه المليشيات وقيادتها السلالية العنصرية هي مصلحة الشعب اليمني ، ومن الخطأ مخاطبتها بمنطق المصلحة الوطنية أو العامل الانساني لأنها لا تقيم وزناً لذلك .. كل ما يهمها هو أن تحقق المزيد من المكاسب لمشروعها الحربي ، وفي نفس الوقت لا ننسى أن لإيران يد تمتد من تحت ومن فوق الطاولة لقبول الهدنة أو رفضها خاصة وهي في حاجة لتسويق هذا الموقف في أهم لحظات مشاوراتها مع الولايات المتحدة الأمريكية حول برنامجها النووي