في البداية كانت الكلمة، ثم الخطوة الواثقة، وقبلها كانت الوقفة أمام رمز سيادة الجمهورية اليمنية المستقلة .. تعبيرًا صادقًا عن ضمير يمني حر والأكثر صدقًا رمزية بطلها وما تحلى به على الدوام من خُلقٍ وصبر ودبلوماسية وحنكة وعطاء متدفق، فالسيرة والمسيرة وشواهد الزمان والمكان والقدرات والإنجازات كلها تقف إلى جانب هذا الرجل الذي شرع اليوم بتعبئة الروح الوطنية في قلوب الناس والأحرار على ضرورة استعادة الدولة المدنية وبتر الأيدي الحوثية المأجورة التي يزداد خطرها وتهديدها لسبل العيش والسلام في اليمن والمنطقة.
ولعلنا لا نجانب عين الحقيقة إن قلنا أن القدر قد ساق هذا الرجل “الشجاع” والبرلماني الحر الشيخ سلطان البركاني ليكون بمثابة الغيث إذ حط فوق يباب اليمنيين في زمن التشرذم والخذلان والاندثار.
هي البداية بدايةُ الحقيقة بتغريدة واحدة كانت كفيلة بإيقاظ ضمير الأمة اليمنية كلها ..أنتجت نموذجاً رائدًا وخلاقاً، وحالة فكرية شجاعة، ومعادلة صلبة وراسخة في مقاومة الظلم وطرد المشروع الفارسي من اليمن والمنطقة .. هكذا استطاع الشيخ سلطان البركاني أن يجعل اليمنيين اليوم في مختلف ربوع الوطن ومواقع التواصل الاجتماعي على قلب رجل واحد تجاه قضيتهم العادلة، ويثبت أن هنالك من يمتلكون الشجاعة والشجاعة من أجل هذا الوطن، ليستحق أن يتربع على قلوب اليمنيين رمزًا وطنيًا عظيمًا تحت قبة البرلمان.
فقد أدرك الشيخ السلطان منذ البداية بأنّ القضية اليمنية هي قضية وطن ومبدأ وعقيدة لها في نفوس جميع الأشقاء في الخليج مكانة مميزة، كما أدرك مرارًا بأن الصراع مع المليشيات الحوثية ذو صبغة مذهبية عنصرية مقيتة، وأن جماعة الحوثي جاءت من مشروع إيراني فارسي يستهدف اليمن والخليج والأمة العربية والإسلامية جمعاء.
وهذا ما جعله كثيراً ما يؤكد على أن الحوثي ليس عدواناً على الجغرافيا والحقوق السياسية والاقتصادية لليمنيين فقط، بل هو عدوان على دين الأمة وتهديد وجودي للأمة ومقدراتها وحاضرها ومستقبلها وعلى الأشقاء في الخليج، مؤمنًا بأن تحرير اليمن لن يتحقق عبر العمل السياسي والمبادرات السياسية في ظل ضبابية المشهد والاكتفاء بالبيانات والخطابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والبيئة الإقليمية والدولية الصامتة تجاه الجرائم الارهابية التي تقوم بها المليشيات الحوثية.
وهذا ما دفع ضميره الوطني لتبني كلمات قصيرة عبر حسابه الشخصي في تويتر، وكبيرة المعنى في قلوب اليمنيين والرأي العام .. تلك الكلمات التي تحضّ على احترام حرية الشعوب واستعادة الحقوق، وفي مقدمتها إنهاء الانقلاب الحوثي ومعاناة أبناء الشعب اليمني، حيث شكل كلامه الوطني إطاراً وحدوياً جامعًا للكل الوطني اليمني، ركز من خلاله على توحيد الصف الوطني في مواجهة الحوثي عسكريًا وعدم حصر القضية اليمنية بالجانب الإنساني فقط.
داعيًا العالم أجمع بأن يقف إلى جانب الشعب اليمني في مصيرة الذي بات محكومًا بالقتل والتعذيب والتشريد والفقر والأوبئة والحصار الجائر من قبل تلك الجماعة المارقة التي لا تؤمن بالسلام ولا تلتزم بأدبيات الاتفاقات والمواثيق الدولية .