اطلعت خلال اليومين الماضيين في مواقع التواصل الاجتماعي وفي عدد من المواقع الاعلامية على موضوع بعنوان " هل أجمعت الاطراف المتصارعة على الرؤيا البريطانية " للباحث في المركز الديمقراطي العربي الاستاذ عمر سعد ، والموضوع يتحدث عن "رؤيا بريطانية " لحل القضية اليمنية يتم فيها التخلي للحوثي عن الاراضي التي هي بقبضته ، مع تثبيت واقع على الأرض أسماه الكاتب انفصالي .. الخ .
والحقيقة إن الحديث عن "رؤيا بهده العناصر " لدولة تمسك القلم في مجلس الأمن للقضية اليمنية مسألة في غاية الأهمية ، ويجب التعاطي معها بقدر كبير من المسئولية ، ولذلك كان لا بد من توضيح حقيقة الموقف البريطاني الرسمي في ضوء ما نشر ، وتكرر نشره في أكثر من موقع ، توخياً لأي ارباك للرأي العام في هذا الظرف الحساس .
١- لا توجد أي "رؤيا" رسمية بريطانية بالعناصر التي يتم تداولها في ضوء ما نشره المركز المذكور ، والناشر لم يذكر المرجعية التي تم الاعتماد عليها في الحديث عن تلك "الرؤيا" سوى حديث صحفي قديم لسفير بريطاني سابق "مايكل آرون" ، لم يذكر منه سوى جمل مجتزأة ، كما أن الحديث عن رؤيا بهذه المعطيات يجب أن يستند الى ما تنشره وزارة الخارجية البريطانية في مواقعها الرسمية ، لا إلى حديث يتيم لسفير لا ندري شيئاً عن الظروف التي أدلى في ظلها بمثل ذلك الحديث عام ٢٠١٩ .
٢-في لقاءاتنا المستمرة مع المختصين في وزارة الخارجية البريطانية وغيرها من المؤسسات المعنية ، لم يتطرق أي مسئول لأي مبادرة بهذه العناصر التي يحري تداولها ، فالموقف الرسمي للحكومة البريطانية هو دعم السلطة الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه الدكتور رشاد العليمي ، ودعمها في مواجهة الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية ، وإنهاء الحرب وتحقيق السلام وفقاً المرجعيات الثلاث ، وهي تدعم جهود الأمم المتحدة الرامية الى تسوية سياسية يتفق عليها اليمنيون ، وتدعم كذلك الجهود الإقليمية .
٣- في الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك في مارس من هذا العام لبريطانيا والتي التقى فيها بالمسئولين في وزارة الخارجية والبرلمان وشاتم هاوس وغيرها من المؤسسات البريطانية ، لم تطرح مثل هذه "الرؤيا" لا من قريب ولا من بعيد ، وهناك آراء فيما يخص تسهيل عملية السلام ، ومعالجة القضايا الانسانية ، ودعم جهود الأمم المتحدة ، وبعض الأفكار العامة التي لا تتعارض مع الحل السياسي الذي يحقق سلاماً عادلاً ينهي أسباب الحرب ويؤدي الى تسوية يتفق عليها اليمنيون .
٤-على الرغم من المساحة الواسعة التي يناقش فيها الباحثون السياسيون البريطانيون الحل السلمي في اليمن ، إلا أن مثل هذه الرؤيا وبمثل هذه العناصر لا تطرح ، وربما يطرح ما يشبهها بعض "المتبرعين" اليمنيين ممن يقدمون أنفسهم للدوائر البريطانية ك" دعاة للحل السلمي " ، والباحثون بدورهم يعيدون تدويرها من باب استطلاع الرأي ، لكنها لا تعبر عن رؤيا للحل .
ولذلك وجب التوضيح .