نحن اليمنيون نختار لأنفسنا أصعب الطرق وأسوا المسالك والاختيارات ثم نعود لنتشكى ونتبكى من مشقة الطرق وصعوبة الوصول ووعورة وقساوة الحياة...
تَخلينا عن الطرق السليمة والأمنه وسلكنا الطرق المشبوهة والخطرة فوقعنا في مستنقع الفساد والفقر والجوع والخوف والظلام.....
وسلمنا رقابنا لطوغيت ورموز وأدوات الموت والعبث والإجرام
وولينا على انفسنا الطغاة والفسقة والأشرار.
وعدنا بعدها نترقب قدوم الخير والتقدم والنهوض والأزهار
وننتظر وصول الأمن والأمان والسلام والاستقرار....
لقد ساندنا اللصوص وقطاع الطرق وخبراء الكوارث والخراب والدمار المسيطرون على سلطات الأمر الواقع في وسط الوطن وشماله وجنوبه
ودافعنا عن القتلة والفاشلين والفاسدين والمنحرفين
وبعد هذا كله مازلنا ننتظر من هؤلاء العلوج والعملاء والمعتوهين والمنبوذين وطن ينعم بالسلم والسلام وبالحرية والعدل والرقي والنهوض والأمان.....
هكذا نحن اليمنيون ندعم الموت ونبحث في أوساطه عن الحياة
ونؤيد الاستعباد والاستبداد ونتطلع من خلاله للحرية والديمقراطية والنماء
ونشجع العابثين وأفعال الخراب والدمار ونطالب بالتطور والتقدم والبناء والرخاء.....
ونعيش أقصى درجات الظلم والقهر والكبت والإذلال ونتجرع مرارة الاوجاع والأحزان والحرمان وينعم بالعيش والأمن والحياة قادة الفتن والنكبات والإجرام......
ينهب اللصوص أموالنا وثرواتنا وندعو الله لهم بسعة الرزق وطول العمر والبقاء ونتوجه لهم بجزيل الشكر والامتنان.....
نحن نقف عائقاً أمام مشاريع أحلامنا وتطلعاتنا
ونحجب شروق الشمس كلما بدأت انوارها تضيئ طريق مستقبلنا
ونتطاول وننسى كل من ينصحنا أو يمد يد الخير لمساعداتنا
لذلك لا داعي لمساندتنا ولا لدعم اقتصادنا ولا لإنقاذنا ولا لانتشالنا من مستنقعات حكامنا
دعونا نغرق فنحن قوم لا نستحق النجاة ولا نستحق الحياة