لم تكتفي أطراف الصراع والخلاف والعداء وتجار الموت والحروب والدماء وأدوات الخراب والدمار والشقاء من العبث بالوطن وسيادته وكرامته ومنجزاته ومن قتل الشعب وإهلاكه وتهجيره وتجويعه في التسع السنوات السابقة التى شهد فيها الوطن أسوأ المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والتي عاش فيها المواطن في أدنى مستويات العبث والفوضى والكوارث والازمات والمعانات الإنسانية
ولم تكتفي قيادات تلك الاطراف والفصائل المتصارعة بما حققته خلال مرحلة الحرب الكارثية السابقة من مكاسب وأرباح مادية خيالية ولا بما أنجزته من مشاريع ومكاسب خاصة بل تمادت وزادت طمعاً ولهفة ورغبه في استمرار حياة الفوضى والعبث والهلاك واستمرار مشروع المتاجرة بممتلكات ومنجزات الوطن وبحياة ودماء وحرية ومعاناة المواطن
ولهذا سعت تلك القيادات المنحرفة في السنوات الاخيره السابقة إلى إيصال الوطن إلى مرحلة أللا حرب وأللا سلام وإلى وضع ومربع الجمود والخمول والسكون بأسم الحوار والسلام دون أن تحقق أي تقدم يذكر أو تنفذ أي بند من بنود الاتفاقيات السابقة التى لم نلمس منها سوى مشاهدة فعاليات اللقاءات والمشاورات والمفاوضات والتنصل من التطبيق وكثر الفلسفة والاعذار والمبررات
واليوم وبعد هذا المشوار الطويل الذي دمر الوطن وأهلك المواطن من أقصى شمال الوطن إلى أقصى جنوبة تتواصل لقاءات ومشاورات قيادة دول التحالف العربي وقيادات الشرعية والجماعة الحوثية بهدف التوافق والوصول الي إتفاق سياسي يطيل معانات اليمنيين لعدة سنوات قادمه ويضمن استمرار مصالح الأطراف والفصائل المتصارعة وتدفق اعتمادات قياداتهم الخاصة ...
وهكذا يمر إتفاق وياتي أخر وما بين كل إتفاق واتفاق يعيش الوطن والمواطن اليمني أيام وشهور واعوام مريرة مليئة بالموت والهلاك والفقر والجوع والألم والمعانات ويعيش الشعب في مدناً محاصرة وطرق مقطعة وأخرى ملغمة ويتلقى أبنائه تعليماً بأفكاراً مسممه وبالمقابل يعيش قادة أطراف وفصائل الصراع أجمل فترات حياتهم الدنيوية ويحصدون مالا يعد ولا يحصى من الأموال المدنسة وتعيش أسرهم حياة كريمة في أجمل فلل وقصور المدن والعواصم العربية والعالمية ويتعلم أبنائهم في أفضل الجامعات الأوربية والأمريكية ....