تختلف عملية البناء والتشيد عن عملية الهدم والاسقااط من حيث التكلفة والزمن والآثار المترتبة عليه فعملية بناء الدولة تتم بشكل صعب وتستغرق زمن طويل وتكلفتها كبيرة وضخمة ولها آثار إيجابية تعود بالخير على كل أفراد المجتمع بينما تعد عملية الهدم سهلة وتأخذ وقت قصير وتكلفتها يسيرة ولها أثار سلبية تعود بالشر على كل أفراد المجتمع....
وما حدث في الجمهورية اليمنية خلال العقد الماضي هو اسقاط كامل للدولة بكل مؤسساتها ومقوماتها...ففي العام 2011 أستطع أعداء الوحدة والجمهورية والديمقراطية وما تبقى من مخلفات الإمامة والإستثعمار في الجمهورية اليمنية من دك أركان الدولة وإسقاط النظام فحل الخراب والفوضى والدمار واصبحت الدولة بلا قانون ولا دستور ولا نظام وتم هيكلة وتفكيك المؤسسة العسكرية والأمنية وتم بناء المليشيات الحزبية والمناطقية والاجرامية وأصبح المجال منذ ذلك التاريخ حتى اليوم مفتوح أمام المجرمين والمنحرفين والمشبوهين لممارسة جرائمهم بكل أريحية وأمان فانتشرت العمليات الإجرامية في المدن والقرى والشوارع والطرقات وفي كل مكان....
ولم يعد الإجرام سلوك محصورا على بعض الأفراد أو العصابات الخاصة وانما أصبح من أهم اختصاصات السلطات الحاكمة التى فرضها الأمر الواقع في شمال الوطن ووسطه وجنوبة فعلى أيدى تلك العصابات المسيطرة على الحكم ومليشياتها المسلحة ترتكب ابشع الجرائم والفواحش وتنهب ثروات الوطن وممتلكاته وتنتهك حقوق الإنسان وحرياته ويتم التنكيل بكل من يخالف تلك السلطات أو توجهاته أو بمن تقع عليه أو على ماله عيون منتسبيه ومليشياته وبدون رحمة ولا شفقة تسفك الدماء وتزهق الارواح وتنهب الممتلكات والأموال دون تفرقة بين كبير وصغير أو بين ذكر وانثى أو بين سليم ومعاق أو بين مسافر ومقيم