قد نجد صعوبة في فهم مجريات الأحداث وتتابعها والإحاطة بما يجري على الأرض بدقة متناهية لكننا لا نجد تلكؤا في قراءة أهداف هذه المعركة، أو غبشا في عنوان حرب مصيرية تدور رحاها منذ 7 سنوات ضد جماعة متطرفة سلالية عنصرية أعلنت التمرد على الدولة والجمهورية، وانتهكت النظام والقانون، وهاجمت المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، واحتلتها بقوة السلاح، مستفيدة من بعض الثغرات التي مكنتها من السيطرة على مساحات واسعة من الأرض اليمنية..
إن أي مستجدات على مسرح العمليات في معركة معقدة تتجاذبها أطراف داخلية وخارجية، لا تمثل عقبة في مشوار التحرير، ولا تبنى عليها التصورات أو القناعات التي ترافقها عادة الأحكام الجاهزة بقدر ما تفتح مجالا للتوقعات المفاجئة التي قد تغير المعادلة، وتشكل محطة انطلاق، وبدء مرحلة جديدة من مراحل الصراع الحتمي.
الجمهورية قيمة متجذرة في نفوس اليمنيين، واتجاه إجباري لا بديل عنه ولا تراجع، وجذوة سبتمبر تغذيها هذه الدماء الطاهرة الزكية التي يسكبها الأبطال في ميادين النزال خالصة بكل قناعة وحب.
7سنوات من التجربة الحوثية كفيلة بأن تحسم خيارات اليمنيين وانحيازهم المطلق إما إلى مشروع الدولة والجمهورية أو مشاريع الاستبداد والاستعباد..وكل يضع نفسه حيث يشاء وحيث يجد ذاته وفكره وفلسفته.
يا قومنا، المعركة مصيرية لا تقبل الاستغلال الرخيص واللعب على المتناقضات أوالزج بالقضايا الصغيرة، أو فرصة للنيل من خصم سياسي، أو الاكتفاء بالإطار السبتمبري في مناسبة سنوية..
المعركة لم تعد تحتمل الفهلولة والتذاكي، والمساحة الممنوحة لإثبات الولاء لهذا الوطن باتت مكشوفة ومراقبة، والمربعات المخصصة للعب دور وطني مهيأة ولكن للكبار وذوي الانتماء الوطني الخالص..
من لم يتعلم من 7 سنوات، ولم يتخلص من أحقاده وأمراضه المزمنة، ولم تغير من طينته أوجاع التمرد، وكل ما لحق باليمن أرضا وإنسانا بفعل المشروع الحوثي الايراني الدموي فلينع نفسه وضميره فقد حان وقت نقل جثمانه إلى حيث يتبوأ مقعده من مزبلة التاريخ..
يحيى.