على مدى شهرين كاملين وجماعة الحوثي تشن أقوى وأصلف العمليات العسكرية على مديرية العبدية الواقعة جنوب محافظات مأرب بأعنف الأسلحة الثقيلة وعلى راسها الطيران المسير والصواريخ البالستية في الوقت الذي تفرض عليها حصاراً مطبق ومحكم حرمها من الامداد والتنفس والحركة ومن دخول العلاجات والمواد الطبية والغذائية ومن أدنى المتطلبات الإنسانية.....
وبشكلاُ بطولي وأسطوري صمدت قبائل العبدية أمام شراسة القوات الحوثية التي أصبحت تمتلك الخبرة والمهارة القتالية العالية طوال تلك الفترة الطويلة بإمكانياتها البسيطة والمحدودة والذاتية....
وخلال ذلك الوقت العصيب الذي كان يخوض فيه أبناء مديرية العبدية أقوى المعارك الميدانية ويسطرون أروع الملاحم البطولية ويقدمون أكبر التضحيات الجسيمة كانت قيادة الشرعية تتسكع في فنادق الرياض وفي فنادق وملاهي بعض الدول العربية والإقليمية وكان ما تبقى من جيشها الوهمي والمتهالك الذي تمتلئ به كشوفات المرتبات متشبث بمواقع الثروة النفطية ومشغولاُ بطرق السيطرة على ميناء ومنشآت بلحاف الغازية وبإعداد الخطط والاستعداد لمهاجمة القوات الجنوبية......
صمدت قبائل العبدية شهرين كاملين وبعدها سقطت مديرية العبدية وقبل أن تسقط سقطت كرامة وشرف قيادات الشرعية التي خذلت العبدية وتعمدت التواطؤ في إسقاط المديرية كما خذلت من قبلها حجور حجة وحيمة تعز وقبائل البيضاء الوطنية....
وعبر أسلوبها المعروف والحقير والمشبوه تعمدت قيادة وقوات الشرعية إيقاف الاشتباكات والمناوشات في كل جبهات المحافظات والمدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها وتمسكت بإصرار ها على الالتزام باتفاقية ستوكهولم وإتاحت للقوات الحوثية الفرصة والمدة الكافية التي مكنتها من حصار وإسقاط مديرية العبدية......
وبذلك تكون قيادة الشرعية هي أول الأعداء والمتامرين على إسقاط مديرية العبدية خدمة للجماعة الحوثية وتنفيذاُ للمخططات العدائية الخارجية التي جعلت القوى الرجعية في الشرعية تصر على خروج القوات الإماراتية ومنظومتها الدفاعية الباتريوت من مدينة سبأ التاريخية التي كانت الحصن المنيع للصواريخ البالستية ليبدأ العد التنازلي لسقوط مناطق ومديريات محافظة مأرب نتيجة لتلك المؤامرات الشيطانية