رَفْضُ المشروع الحوثي الدموي الاستبدادي مبدأ ثابت لا علاقة له بمكان ولا بزمان، ومن يظن أن الولاء للطغيان مرهون بتمدده الجغرافي ففي مبدئه ضمور وفي فكره غبش.
في العام 2015 ابتلع الحوثي معظم محافظات اليمن، ووصل إلى عدن، لكن لم يسلّم له الأحرار, ولم يعترفوا به, ولم ينحنوا لمليشياته، ومنذ اللحظة الأولى خرج الناس في مقاومة مسلحة وبإمكانيات بسيطة، فأعاقوا المشروع الإيراني وأجهزوا على حلم تتويج عبدالملك الحوثي ملكا على الجزيرة العربية؛ كما كانت إيران تعدهم وتمنيهم.
سبع سنوات والمشروع الإيراني الذي قدم الآلاف من مقاتليه لا يزال يواجه الرفض السلمي والمسلح، من صعدة حتى سقطرى، والمعركة في مواجهته لم تتوقف، وقناعة الناس في نبذ هذا المشروع تزداد كل يوم.
لقد فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه, وتحول من مشروع فارسي كبير إلى مجموعة من الانتحاريين على حدود مأرب، في استنزاف يومي، فيما مأرب بكل عنفوانها, وآلاف الرجال يشكلون سورا من لهب يلقف ما يرسلون أفرادا وجماعات.
هذا المشروع الذي قدم نفسه على شكل تابوت يخسر كل يوم ويتعاظم رفضه داخليا وخارجيا؛ مشروع منهك منبوذ مكسور يتعثر في الرمال, ويعلق على سفح طربال في تعز، والكتائب التي اجتاحت اليمن تحت لافتة مسيرة القرآن أصبحت وقودا لجنون الوهم الإلهي تأكلها السباع.
ما بال قوم غيروا لهجتهم، ولاذوا بالصمت، وبدت مواقفهم باهتة، مع أن المعركة على أشدها، وسقف أحلام الرجال في ميادين الشرف يناطح الجوزاء، ورفاق سلاحهم على امتداد جبهات الوطن ينتظرون الأوامر التي أصبحت - بكل أسف- مرهونة بتصفير خلافات أصحاب المشروع الجمهوري.
ما نحتاجه اليوم الجدية الحقيقية في هذه المعركة المقدسة التي أحوج ما تكون إلى الصراحة ومغادرة مربعات الوسط، والكف عن اللعب على أكثر من حبل، فضلا عن تحمل المسئولية الأخلاقية والتاريخية والقانونية، وتقديم مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية، حينها سنحسم معركتنا وسنستعيد دولتنا.
يحيى.