بسبب الاوضاع الكارثية التي تمر بها بلادنا بشكلاً عام ومدينة تعز بشكلاً خاص وما نتج عنها من معاناة وظروف اقتصادية ومعيشية صعبة عجزت السكان عن مواجهة تحديات الحياة ومتطلبات المعيشة أصبح المواطن في أمس الحاجة للدعم والمساعدة والمساندة ...
وفي هذا الخصوص كان للعديد من البرامج والمبادرات والمنظمات وفي مقدمتها برنامج الغذاء العالمي عبر الشريك الأكثر فعالية في الميدان المتمثل في منظمة كير الدور الاساسي في مساعدة ورفد سكان المحافظة عبر إعتماد حصص غذائية شهرية لأغلب الأسر في مديريات المحافظة....
وعبر خطط شهرية منتظمة ومتواصلة استطاعت منظمة كير أن تمد جسر المساعدات الغذائية لمستحقيها بكل سهولة ويسر الأمر الذي خفف على السكان تعقيدات المعيشة وبراثن المعاناة ووطأة الحصار وجعلهم يوصلون مشوار الحياة بشكل شبه طبيعي ....
وبعد هذه الفترة الطويلة من البذل والعطاء والممتلئة بالتعاون والدعم والإنسانية أردت أيادى الشر وأعداء الحياة وسكان المحافظة أن ينحرفوا بدور هذه المنظمة ويحولوها الي شركة إستثماربة تضمن لهم جني المكاسب والأرباح الطائلة من خلال المشروع الذي تم طرحة للنقاش والذي يعتمد على إنهاء عملية توزيع المساعدات الغذائية وتحويلها إلي مساعدات نقدية بمبالغ رمزية توزع على أفراد الأسر المستفيدة بحيث لا يصل مجموع ما تحصل علية الأسر الواحدة ذات الاعداد المتوسطة ما يعادل نصف قيمة الحصة الغذائية الشهرية المعتمدة.....
ومن خلال جمع فوارق المساعدات الغذائية التي تصرف حالياً والمساعدات النقدية التي أرادوا اعتمادها كبديل سيتضح مقدار الفارق الكبير بين العمليتين والذي سيوفر للقائمين والمشرفين والمسيطرين عليها مبالغ مالية كبيرة وكبيرة جداً.....
وهنا ومن خلال هذه العملية الحسابية وإجمالي الفارق بين العمليتين يتضح الهدف الحقيقي من وراء هذا المشروع الذي يصل إلي درجة المؤامرة وهو المتاجرة بالمساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمة للسكان المستفيدين والمستحقين للمساعدة.....
إن هذا المشروع المطروح على طاولة النقاش في الغرف المظلمة والذي سيحقق الأرباح والمكاسب لأصحابه والخسائر للمستفيدين من سكان الحالمة لا يتناسب مع ظروف الناس المعيشية داخل مدينة تعز المحاصرة.....
والإصرار على إقراره واعتماده يعني التعمد وسبق الإصرار في تجويع أبناء المدينة وزيادة معاناتهم خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية المتدهورة والغلاء الفاحش والأسعار المرتفعة للمواد الأساسية والانهيار المتواصل للعملة الوطنية والحصار المطبق للمدينة وعدم توفر الأعمال للأيادي العاملة.....
ولهذا فإن أبناء مدينة تعز يطالبون إدارة برنامج الغذاء العالمي وإدارة منظمة كير والقائمين عليها بعدم تغير مسار العمل الإنساني للمنظمة والاستمرار في مشروعها الحالي المتمثل في توزيع المواد الغذائية وعدم الاستماع لأي توجيهات تخلف المصلحة العامة لسكان المحافظة