تعد الألغام من الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها بعض الأطراف اليمنية وعلى رأسها الجماعة الحوثية التي افرطت في زراعتها في أغلب المناطق التي تقاتل فيها.
وتستخدم الألغام في الأعمال العسكرية لإعاقة الطرف الآخر من التقدم أو كمصيدة لاستنزاف العدواء بالخسائر البشرية وبالمعدات العسكرية أو لتأمين بعض المواقع التي تتمركز فيها قواتها وخاصة فرق القناصة التابعة لها.
وهذه الأهداف والاستخدامات العسكرية ينتهي مفعولها بالنسبة لأطراف الصراع بمجرد انتهى المعارك العسكرية في المناطق المزروعة بالألغام وبمجرد سقوطها بيد الطرف الآخر.
وهنا وبمجرد أن يغادر الطرف الذي قام بزراعة الألغام أي منطقة مزروعة تتحول تلك الشبكات والحقول المزروعة إلي كابوس يؤرق أهلي تلك المناطق المأهولة بالسكان والتي تحولت من مناطق وخطوط مواجهه الي مناطق مدنية وتجمعات سكانية.
ومن خلال أحداث ومجريات الحرب التي تشهدها الجمهورية اليمنية شاهدنا تفوق الجماعة الحوثية في صناعة وتشكيل وتوزيع وزراعة الألغام الفردية والجماعية وشاهدنا تنوع في التصنيع والتشكيل فبالإضافة إلي الألغام الحديدية الخاصة بالأفراد وبالدروع التي تنفجر بمجرد الضغط عليها هناك الألغام المزروعة بالأوتار الغير مرئية التي تنفجر بمجرد سحبها دون مشاهدته وهناك الألغام التي يتم تفجيرها عن بعد بواسطة ريموتات التحكم الإلكترونية وهناك الألغام المموهة بنوع الطبيعة وبأشكال هندسية مختلفة والتي تعمل بنظام العدسة الليزرية أو عبر شريط كهربائي موصول مخفي وهناك أشكال أخرى وأحجام مختلفة.
ولكن هذا التفوق وان كان يفيد الجماعة الحوثية في المعارك العسكرية إلا أنه يتحول الي نقمة مجتمعية بعد انتهي المعارك منها .
فما تحدثه هذه الألغام والعبوات والشبكات والحقول المزروعة من جرائم بحق المدنيين بشكل متواصل ترقى الي جرائم حرب تزيد في شدة وحجم الكرة والعداء والانتقام من الجماعة..
وها نحن نشاهد نتائج هذه الأعمال الإجرامية التي تفتك بالمدنيين لا تكاد تتوقف فلا يكاد يمر أسبوع واحد دون وقوع ضحايا في صفوف المواطنين تتنوع ما بين القتل والجراح وبتر الاقدام وغيرها من الأعضاء البشرية التي تودي الي الإعاقة الدائمة.
والمفروض على هذه الأطراف التي قامت بزراعة هذا الشبكات والحقول من الألغام أن تقوم بتسليم الخرائط والمخططات الخاصة بزراعتها في المناطق التي خرجت منها الي المنظمات الإنسانية المحلية والأجنبية المختصة بنزع وتفكيك الألغام حتى لا يدفع المدنيين ثمن أعمال وجرائم تلك الأطراف المتقاتلة ولكن هذا الشي لم يحدث ولهذا فإنها تعد متعمدة في استهداف المدنيين وقتل وجرح وإعاقة المواطنين البسطاء أطفالاً وشباباً وشيوخاً رجالاً ونساء