أن يكون الرجل هو الحلقة الاقوى، هذا معناه أن التغيير ملقى على عاتقيه إلى حد ما، بحكم السلطة التي يحملها في يده والقادرة على صنع الفارق.
إلا إن ذلك الفارق لم يحدث إلا على نطاق ضيق أو فردي، قد يكون لإيمان آدم بأن الثقافة المجتمعية على حق، أو لعجزه عن الوقوف ضدها، أو لأنه مدرك بقوة سلطته على المرأة والضعفاء ومعجب بقدرته.
وفي اليوم العالمي للرجل الذي يصادف الـ 19 من فبراير اتساءل هل قوة الرجل وسلطته حقيقية؟
هل فعلا قادر على التغيير وبيده سلطات حقيقية ليغيِّر من حاله ومن مجتمعه؟
هل يدرك الرجل معنى السلطة معزولا عن الاستبداد وبالتذكير الدائم لمن حوله أنه الرجل ويحق له أن يعمل ما يشاء؟
من يغيِّر هو من لديه تصور عام وخاص لمعنى الحرية، ولديه القدرة لقول لا لكل ما يسيء للإنسان والإنسانية من قيود تكبل الرجل والمرأة على حد سواء.
فالحرية من دون مسؤولية أخلاقية لا قيمة لها، والسلطة التي لا تحمي الآخرين وتسند الضعفاء هي مجرد ثقافة بائدة يمارسها آدم في حدود سلطته الصغيرة.
ومن ثمّ إذا ما انتقل لسلطة أكبر ينقل تجربته البغيضة ليعممها على الموظفين أو على شعب بأكمله.