الحرب مجال خصب لجمع التبرعات والمساعدات وافراغها في جيوب الفاسدين باسم الشعب بجميع فئاته.. ولا يمكن ومستحيل أن لا يعلم المانح الخارجي بفساد الوسيط الداخلي ويظل يعطيه ويعطيه وهو يعلم بأن الذي يصل للمستحقين فعلاً ما هو إلا فتات إلا إذا كان متواطئا معه لأغراض مختلفة.
المشكلة ليس في توظيف الفتيات في المنظمات، المشكلة في الفساد العام لهذه المنظمات التي تحرم الملايين من مال يدفع باسمهم.. يسمع عنها المواطن ولا يراها.
إن إثارة موضوع توظيف الفتيات فيها وكأنهن شر محض وراءه ما وراءه، فنادرا ما نجد فتاة على رأس منظمة، فالنصب والسرقات يكون من الذي بيدهم التوقيعات والميزانيات وتركوا كل هذا وجعلوا من عدة صور لا يوجد فيها شيء مخل بالأدب قضية عامة بينما الخلل في كيفية إدارة هذه المنظمات التي على رأسها ذكور وكأن هذه الحملة هدفها إخراج الفتيات من المنظمات واستبدالهن بذكور.. زعلانين أنه لا نصيب لهم من كيكة الفساد أو استبدالهن بإناث لهن قرابة مع أطراف معينة.
ورموا للناس عدة صور تلهيهم كمثل المجرم الذي يستخدم الحيلة للهروب من كلاب الصيد بتضليلها عن طريق الرنجة الحمراء وتحويل انتباهها عن الرائحة الأصلية، بإدخال تفصيلات جانبية لا دخل لها بالموضوع الأصلي، أو إطلاق قنبلة دخان عاطفية مثيرة للانفعالات تصنع ضباباً وغشاوة تصرف النظر عن صلب الموضوع ألا وهو الفساد المالي الذي يبدأ بالخارج وينتهي بالداخل.
أما قضية شرف المرأة فهي من تضع لنفسها قواعد للحماية من خطر الآخرين أو تنغمس في الفساد سواء أكانت موظفة في منظمة أو متسولة أو ربة بيت ولا علاقة له بكلمات كل من هب ودب يغرسها في قلب كل امرأة لغرض في نفسه.