ينتهي العيد ويتحسس المواطن جيبه وعقله من كثرة الأعباء المتلاحقة، فيلعن الحكومة التي لا تقدم له شيئا غير التحديات وصناعة أزمات متلاحقة لإنهاكه وإشغاله، فلا يعد يتذكر ما هي الدولة وما هي أحلامه وأين تبخر طموحه..؟
وبعد عبء العيد ستبدأ السنة الدراسية، مما يترتب على ذلك سعيه في تجهيز أولاده للمدرسة(تسجيل- كتب- زي مدرسي- دفاتر وأقلام- مشاركة مجتمعية) غير مصاريفهم اليومية، هذا إذا كانت مدرسة حكومية أما لو كانت مدرسة خاصة فالعبء أثقل.
يضغط الوالد على نفسه ويحاول أن يدبِّر ما يستطيع إليه سبيلا ليعود أولاده للمدرسة.
لكن ماذا سيحصل عليه هو وأولاده مقابل كل هذه الأعباء؟
سيصحوا أبناءه باكرا ليذهبوا لمدارس بدون معلمين وإذا حضروا لن يكن هناك التزام حقيقي بواجبهم، فالمعلم الجائع غير قادرا على العطاء، أو سيجد أمامه معلم بديل غير كفوء.
ومادام الوضع كارثي لماذا تدشن وزارة التربية والتعليم سنة دراسية جديدة؟
مما لا شك فيه أن المليشيات الحوثية تحتاج لغزو عقول الأجيال القادمة بأفكارها وتحتاج لمجندين ولن تجد أفضل من المدارس لتحقيق أهدافها.
وبانشغال المليشيات في تفخيخ عقول أجيال لعقود قادمة تنشغل الشرعية بعد خروقات الهدنة والمبعوث الأممي بالبحث عن طرق بديلة للطرق البديلة ..!
ويبقى الأمل بأولياء الأمور في متابعة أولادهم لكي لا يكونوا وقود لاستمرار هذه الحرب ومنع عدم تحويل أبناءهم إلى ألغام بشرية تنفجر في وجوهنا بما تشبعوا به طائفيا حتى وإن انتهت الحرب.